خبراء: التنسيق الاستخباراتي بين القاهرة وموسكو هدفه استئناف رحلات الطيران بتأمين روسي

في واحدة من أهم الإجراءات الأمنية والاحترازية، وبعد تأكيد روسيا أن الطائرة التي سقطت في سيناء كانت بفعل عمل إرهابي، ما أسفر عن مقتل 217 روسيا، أعلن الكرملين اتفاق الرئيس بوتين والرئيس السيسي على "التنسيق الوثيق" بين أجهزة استخبارات البلدين.
ويوضح الدكتور سعد الزنط، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، أن عملية التنسيق الاستخباراتي مع روسيا، مسموح بها طوال الوقت، وهو لا يعني تقليل من شأن مصر بأجهزة استخباراتها، لكنه مجرد تعاون مشترك بين البلدين، في مجال المعلومات الاستخباراتية فقط، ما لا يضر الشأن المصري على الإطلاق.
ويتابع الزنط، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن التنسيقات المعلوماتية ستكون في مجال الأمن القومي للبلدين، وذلك بتعاون جهازي الاستخبارات في مصر وروسيا، لما تتمتع به روسيا من إمكانيات وأجهزة مدربة ومتطورة على أعلى مستوى، ما يساهم في مساعد الجانب المصري على مواجهة الإرهاب والبدء بالمواجهات.
ويُشير الزنط إلى أن مسألة التنسيق الاستخابراتي، أسلوب جديد لمواجهة الإرهاب، لافتا إلى أننا نجده واضحا من خلال تبادل المعلومات الأمنية الروسية البريطانية والأمريكية والفرنسية، والتنسيق للمعلومات الأمنية متصل بالمخابرات، ومصر دائما تسمح بتبادل المعلومات، وتدعيم التوجه فيه ترتيب جديد في المنطقة روسي أمريكي سوري مصري فرنسي.
وفيما يختص بالتنسيق الاستخباراتي من أجل تأمين الرحلات، قال الخبير الاستراتيجي إنه يتوقع أن تزود الطائرات الروسية بعدد من أفراد الأمن التابعين لها، على متن الطائرات التي ستزور مصر، لمساعدة الجهات المصرية في عملية التفتيش والتأمينات المختلفة، مضيفا أنه لا يُعتبر تقليلا من الشأن المصري، بقدر كونه تعاونا بين البلدين في مثل هذه الأوقات العصيبة.
وفي نفس السياق، أكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكري، أن التنسيق الاستخباراتي سيتشكل فقط في مجال المعلومات الأمنية، وليس له علاقة بالتعاون العسكري على أي حال، فهناك اتفاقات خاصة بمجال صفقات الأسلحة من الجانب الروسية.
وأشار سويلم، في تصريح ل"الوطن"، إلى أن الإجراءات الإضافية التي ستتخذ، هدفها ضمان أمن الرحلات بين البلدين بأقصى شكل ممكن بهدف استئنافها، وذلك من خلال تبادل المعلومات الأمنية بين المؤسسات المختصة بالطيران فقط وأمن المطارات والطائرات ذاتها، ليس أكثر.
كما أضاف الخبير العسكري أن مصر قامت بالفعل برفع درجة التأهب القصوى، لتأمين المطارات ليست في شرم الشيخ فقط، بل وصل إلى جميع مطارات الجمهورية، من خلال المنشآت التابعة لها، والطائرات وصالات التفتيش، وغيرها.
فيما أوضح اللواء عادل سليمان رئيس منتدى الحوار الاستراتيجي لدراسات الدفاع والعلاقات المدنية، أن عملية التنسيق الاستخباراتي هدفها بالمقام الأول عودة الرحلات الروسية المتوقفة، بعد أحداث سقوط الطائرة في سيناء، موضحا أن بيان الكرملين يؤكد على ثقة الجانب الروسي في مصر، حتى بعد تأكيده أن الطائرة سقطت بفعل اعتداءات إرهابية.
ولفت سليمان، ل"الوطن"، إلى أن الجانب الروسي يمتلك معلومات استخباراتية على أعلى مستوى، من خلال الأقمار الصناعية المنتشرة والمُطورة على أعلى مستوى، ما يجعل من أجهزة الاستخبارات الروسية واحدة من أهم وأنجح أجهزة الاستخبارات في العالم، ما سيساعد مصر في حربها على الإرهاب في سيناء.