في العاشرة من صباح اليوم الثلاثاء، خرجت هيئة الأمن الاتحادي الروسي ببيان مهم لوسائل الإعلام العالمية، مفاده أن عملًا إرهابيًا وقع على متن الطائرة الروسية التي تحطّمت في شمال سيناء، بالتزامن مع اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمسؤولي الهيئة. ووصف بوتين، الحادث ب"الأكثر دموية في تاريخ روسيا"، متعهدًا بالانتقام لضحايا الطائرة المنكوبة، وأصدر أوامره للأجهزة الأمنية الروسية بتعقب الإرهابيين المتورطين في الحادث ومن ساعدهم، وشن غارات على معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.. كل تلك الإجراءات، والجميع ينتظر الرد المصري. مرت ساعتان على الإعلان الروسي عن تفاصيل الحادث وقرارات "بوتين"، ولم يخرج عن الحكومة المصرية سوى تنويه في وسائل الإعلام، في الثانية عشر ظهرًا، يقول: "بعد قليل.. بيان من (الوزراء) ولجنة تحقيق الطائرة الروسية بشأن الحادث"، بعدها مضت 4 ساعات أخرى، ولم تخرج الحكومة بالرد الرسمي على ما أعلنته روسيا. وزير الخارجية الأسبق: الرد على بيان الجانب الروسي كان لا بد أن يكون أسرع من ذلك السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، يرى أنّ التحرك الرسمي المصري، كان لا بد أن يكون أسرع من ذلك بالتجاوب مع الأحداث، فهناك قلق في الرأي العام المصري على مستقبل العلاقة "المصرية - الروسية"، ولذلك كان لا بد من معالجة سريعة للموقف، وعلى كل حال ننتظر ما سيخرج به بيان الحكومة. واستبعد العرابي، في تصريحات ل"الوطن"، وجود صدمة لدى أجهزة الأمن المصرية مما أعلنه الجانب الروسي بشأن الحادث، مشيرًا إلى أنّ سبب التأخر في الرد على ما أعلنته روسيا قد يكون للتواصل مع الجانب الروسي بشأن المعلومات التي بنوا عليها استنتاجاتهم، مؤكدًا أنّ "مصر دولة محترمة ولن تخفي أي تفاصيل لديها حول الحادث". العرابي: كان على "الخارجية" إصدار بيان يفيد بالتواصل مع الجانب الروسي بشأن الحادث وأشار وزير الخارجية الأسبق، إلى أن وزارة الخارجية المصرية، كان من الممكن أن تخرج ببيان أسرع من ذلك، توضح فيه على الأقل وجود تواصل مع الجانب الروسي بشأن ما يملكه من معلومات حول الحادث، ويكون بيان للحالة التي نعيشها وليس لاستعراض النتائج، ومن أجل تهدئة الرأي العام. الدكتور يسري العزباوي الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إنّ هناك تباطؤًا شديدًا من الجانب المصري في الرد على ما أعلنته روسيا، وقد يكون - على حد وصفه - من شدة الصدمة من الموقف الروسي، فهم يعتقدون أنّه مساند لمصر، لكن هذا لن يأتي على حساب أرواح ضحايا الحادث، مؤكدًا أنّ هذا التباطؤ يأتي بنتيجة عكسية، وهي إحراج مصر وقد يؤدي إلى تعاون من الجانب الروسي مع إسرائيل في البحث عن منفذي الهجمات الإرهابية. العزباوي: الحكومة وضعت حسابات سياسية في الرد على روسيا فورطت مصر وأضاف العزباوي، أنّه كان من الأفضل الخروج ببيان رسمي عاجل، يوضح أنّ مصر على أتم الاستعداد للتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه. وأبدى العزباوي، أسفه من عدم قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على جمع معلومات بخصوص الحادث، "وتحولت من أجهزة رد فعل وليس فعل"، وحتى رد فعل بطيء، مشيرًا إلى أنّ الحسابات السياسية المصرية جعلت الدولة تتباطأ في الرد ولكنه في النهاية وضعنا في ورطة وخطأ جسيم.