خطوة مفاجئة أقبل عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ قليل، بعدما أعلن موقع روسيا اليوم أن السلطات الروسية أمرت بتعليق رحلاتها الجوية إلى مصر؛ على إثر حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء يوم السبت الماضي، مخلفة 224 قتيلًا. جاء القرار بعدما أوصى مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف، بوقف الرحلات الجوية إلى مصر؛ حتى تتضح أسباب تحطم الطائرة الروسية، وقال بورتنيكوف في تصريحات له: "طالما لم نتأكد من الأسباب الحقيقية لما حدث، واعتبر من المجدي تعليق رحلات الطيران الروسي إلى مصر، إن ذلك يتعلق قبل كل شيء بحركة السياحة". كما كلف الرئيس بوتين الحكومة بوضع آلية لإعادة المواطنين الروس من مصر، بسبب ورود معلومات وتقارير من المخابرات الروسية، إضافة إلى تعليمات الرئيس الروسي ببناء التعاون مع الجانب المصري لضمان أمن الرحلات الجوية. وأرجع دبلوماسيون، ذلك القرار المفاجئ إلى ثلاث، الأول هو إعلان أمريكاوبريطانيا تعليق رحلاتها إلى مصر، والثاني هو احتمال اكتشاف الجانب الروسي لبعض الحقائق الجديدة في الحادثة، دفعتها إلى ذلك القرار، والثالث قد يكون متعلقا بالسياحة مثلما قالت روسيا، متوقعين أن يؤثر على الاقتصاد المصري وشركات السياحة الروسية. "حرب دعائية بين روسيا ودول الغرب" السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، استنكر قرار الرئيس بوتين، واصفًا إياه بالقرار المفاجىء؛ لاسيما أن روسيا كانت أولى الدول التي أعلنت رفضها التام لاستباق الأحداث، وأن رحلاتها مستمرة. وتابع "الرئيس الروسي قال إنه يستند إلى معلومات مخابراتية، ولكنه لم يتحدث بشكل واضح عن تلك المعلومات، فضلًا عن أنه طلب إجلاء رعايه من مصر بشكل سريع وبإعداد كبيرة، وهو الأمر الذي لن تستطيع مصر تحقيقه". وتوقع أن تكون حرب دعائية بين الروس والدول الغربية التي دفعتها إلى اتخاذ ذلك القرار، بعدما عملت على تضخيم الحادث؛ لأن روسيا في البداية كانت تنتظر ظهور تقرير اللجنة الفنية، ومن خلال الخبراء المكلفين بفحص الطائرات سيتم أخذ أي قرار، موضحًا أن القرار ينبئ باكتشاف روسيا لحقائق جديدة. وتابع، أن الأمور تسير بشكل طبيعي ولا داعي لذلك القرار غير المبرر، لأنه مثلما يحمل خسائر للاقتصاد المصري، فهو بالتأكيد يضر بشركات السياحة الروسية التي تقوم برحلات إلى مصر. ولفت، إلى أن التأثير الأكبر بذلك القرار سوف يصب على قطاع السياحة، ولكن لن يؤثر على العلاقات المصرية الروسية. "أمريكا تقف وراء تغيير الموقف الروسي" واتفق معه السفير أحمد أبو الخير، متوقعًا أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية قدمت للسلطات الروسية بعض التقارير المخابراتية التي تثبت وقوع الحادث عن طريق انفجار، مشيرًا إلى أن لكل دولة الحق في حماية رعاياها بالشكل الذي تراه مناسبًا، حتى تعلن السلطات المصرية والروسية الأسباب الحقيقة وراء الحادث. وأضاف، أنه كان على السلطات الروسية انتظار التقارير النهائية لعمليات الفحص، حتى تأخذ ذلك القرار، لاسيما أن إدعاءات داعش لم تُثبت بأي دليل ، ولم يخرج الصندوق الأسود الخاص بالطائرة بأي علامة تدل على قيام داعش بتنفيذ الحاث، فكان يجب النظر إلى ما ستقدمه المخابرات التابعة للدولتين. وتابع، أن القرار لن يؤثر على العلاقات المصرية الروسية؛ لأن من حق روسيا حماية رعاياها، ولو كان الحادث يخص مصريين في روسيا كانت مصر ستمارس سيادتها الدولية كاملة لحماية رعاياها، فضلًا أن الجانب الروسي قال إن الأمر يتعلق بالسياحة وحماية مواطنيها. "أمور جديد ظهرت في الحادث" وتوقع، السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن يكون جد جديد في التحقيقات، ووصول المخابرات الروسية إلى حقائق تفرض على سلطاتها وحكومتها إتخاذ ذلك القرار بشكل مفاجىء، تبعًا لتطوارت قد تكون حدثت في الأمر. وأشار، إلى أن روسيا باتت ترجح ما ذكرته بريطانيا وبعدها الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن أن الحادث ناتج عن تفجير، فأصبح لها ما يبرر وقف رحلاتها إلى مصر، موضحًا أن الأمر سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد المصري. وأوضح، أنه من الممكن أن تكون روسيا اتبعت أمريكاوبريطانيا؛ لأنهم كانوا سبّاقين في ذلك الإعلان، مستبعدًا أن يكون إعلان داعش هو السبب؛ لأن ما ذكره التنظيم يعد ضربًا من الخيال.