شن المهندس محمود هيبة، عضو مجلس النواب، عن حزب "النور" السلفي بدائرة كفرالدوار بالبحيرة، هجوما حادا على مسؤولي المحافظة، جراء ما وصفه بالإهمال الجسيم، إزاء تداعيات وآثار كارثة الأمطار والسيول، التي ضربت المحافظة خلال الأيام الماضية، مطالبا بمحاسبة المقصرين. قال "هيبة":"دائماً مبنعملش حساب لبكره، وتحرك الجهات التنفيذية ردود أفعال، وكان قبلها فيه أزمة الإسكندرية، كما أن هيئة الأرصاد الجوية أرسلت منشورا تحذيريا للمحافظات المتوقع تعرضها لهذه الأزمة، فلماذا لم تتحرك، ولماذا ننتظر حدوث المشكلة ثم نتحرك، لابد من محاسبة المقصرين وعدم التهاون مع هذا الإهمال الجسيم وألا يمر الأمر مرور الكرام". وثمن عضو مجلس النواب، عن حزب النور بكفرالدوار، دور وجهود القوات المسلحة، في مواجهة الأزمة والذي وصفه ب"الحازم والحاسم"، مطالبا المسئولين بالجهات التنفيذية، باتخاذ نفس نهج القوات المسلحة في الحزم والحسم. طالب محمود هيبة، الذي كان يشغل منصب مدير عام شؤون الزراعة بمديرية الزراعة بالبحيرة، قبل إحالته إلى المعاش، بحجز مديونيات الفلاحين لدى بنك التنمية الزراعي؛ لفترة من الزمن حتى يستعيد الفلاح القدرة على الوقوف مرة أخرى على قدميه، بعد هذه الكبوة، وحتى لا نحمل الفلاح ما لا طاقة له به، معلنا أنه سيتقدم بمذكرة عاجلة لصرف تعويضات للفلاحين المتضررين في أقرب وقت. أكد عضو مجلس النواب، أهمية وضع استراتيجية كاملة على مستوى الجمهورية على المدى البعيد، للاستفادة القصوى من مياه الأمطار، على غرار الدول الأخرى التي تستفيد منها عن طريق الصهاريج والخزانات والسدود، مشيرا إلى أن معظم الدول في الخارج، تتعامل مع مياه الأمطار على أنها ثروة قومية، تدخرها وتخزنها وتستفيد بها سواء باستخدامها كمياه للشرب أو للزراعة، وذلك ببناء سدود وخزانات وصهاريج ضخمة لتخزين مياه الأمطار وحجزها والحفاظ عليها من الفقد وعدم الاستفادة منها، متابعا:"الخسائر متعددة وفي جميع الاتجاهات، فعلى صعيد أزمة المياه فنحن نعاني أصلاً من قلة المياه القادمة عبر النيل، وأنا في أشد الحزن لأنه يتم هدر كل المياه الزائدة، سواء القادمة من النيل أو مياه الصرف أو مياه الأمطار بتفريغها في البحر المتوسط ، وهذه الكميات الكبيرة من المياه خسارة كبيرة جداً عدم الاستفادة منها".
وحذر "هيبة" من ارتفاع أسعار السلع وخاصة الزراعية والغذائية خلال الفترة القادمة، نظراً لهلاك كميات كبيرة من المحاصيل، مطالبا بالبدء في تنفيذ خطة عاجلة من الآن نظراً لأننا في بداية موسم الشتاء، وذلك بزيادة عدد ماكينات الرفع على مستوى المحافظة، وغلق مياه الري تماماً خلال هذه الفترة، لتتسع الترع والمصارف لاستيعاب كميات مياه الأمطار الزائدة ، إضافة إلى خطة متوسطة المدى، بإحلال وتجديد ماكينات الرفع، وتوفير قطع الغيار، والتي لها مدة طويلة لم يتم صيانتها، وبها معدات تحتاج للتكهين والإحلال والتجديد، كما أنه يجب تجديد بعض المحطات بمعدات ذات قدرة استيعابية أكبر. وأشار محمود هيبة، إلى أنه على صعيد الخسائر الزراعية، فمحافظة البحيرة بها أكثر من مليون ونصف المليون فدان، مزروعة بمحاصيل القطن والقمح والبطاطس والخرشوف والفاصوليا وغيرها، ومعظم هذه المحاصيل تم غمرها بالمياه سواء كلياً أو جزئياً، مضيفا بأن محصولا كالقطن الذي يعاني أصلاً من أزمة حقيقية من قبل ذلك، أتى المطر هذه المرة وقضى على البقية الباقية منه، بأن جرف المطر القطن ونزل به في الطين، كما أن محصول البطاطس تعفن نتيجة غمره بالمياه لفترة طويلة، وكذلك الفاصوليا، كما أن محصول بنجر السكر أيضاً معرض للخطر. وتابع "هيبة": "أما عن محصول الخرشوف والذي تتميز به منطقة سيدي غازي بكفرالدوار وكذلك مركز إدكو والذي ينتج حوالي 50 مليون نورة خرشوفة في العام، ويتم تصدير جزء كبير منها سواء نورة كاملة أو التخت السفلي منها، هذا المحصول الآن غمرت المياه جزء كبير منه والله وحده يعلم مدى حجم الخسائر التي ستترتب على هذا الغمر لحين تصريف هذه المياه".