قال الفنان محمد صبحي، إن البلدان العربية تشترك في ضعف اهتمامها بالتعليم، وكل المؤتمرات واللجان التي تنظم في الوقت الحاضر لا تساعد في تقديم الحلول المثلى، بل هي زائفة ويمكن عدّها جزءاً من المشكلة، ولفت إلى أن الموازنات المخصصة للتعليم هي الأقلّ دائماً في معظم الدول العربية، داعياً إلى مراجعة السياسات المتبعة في المنظومة التعليمية بنظرة فاحصة ومسؤولة. صبحي: المناخ في المجتمعات العربية حمل الكثير من الشبان على الهجرة ودفع بالعديد من المثقفين للانسحاب من الحياة العامة وأكد صبحي في ندوته بمعرض الشارقة للكتاب، أنه لا يملك أي حلول، مشيراً إلى أنه يعتقد أن المناخ السلبي السائد في المجتمعات العربية حمل الكثير من الشبان على الهجرة، كما دفع بالعديد من المثقفين إلى الانكفاء أو الانسحاب من الحياة العامة. صبحي: وسائل الإعلام ساهمت في انتشار "الثقافة الاستهلاكية" في المجتمعات العربية بشكل كبير وفي إجابته عن سؤال حول "موقع ومفهوم المثقف في زمن الثورات العربية"، قال صبحي إن "الثقافة الاستهلاكية" غدت الملمح الأساسي في المجتمعات العربية، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام أسهمت في انتشار هذا النمط المعيشي المتدهور، وهو ما أدى إلى انحسار المد الثقافي الرفيع الذي عرفته المجتمعات العربية في وقت ما. وتابع موضحا "وسائل الإعلام وتحت ضغط الحاجة إلى الإعلانات اضطرت إلى ابتسار واختزال وجهات النظر والأفكار، أو قدمتها في خفة واستعجال". وأكد صبحي أن الفنان المصري لم يغب عن مشهد الثورة في القاهرة، وقال: "كان للمثقفين دورهم الشجاع والمشرق في الأحداث"، مشيراً إلى أنه لم يتعرض لأي تضييق أو ضغط خلال مسيرته الإبداعية الممتدة لأكثر من 4 عقود، وعاش حريته الإبداعية كاملة في كل العهود السياسية التي عرفتها مصر، ولم يُطلب منه يوما تغيير كلمة أو حذف أي مشهد من مسرحياته التي قدمها، ملحا على أنه في وسع الفنان أن يعيش حريته لو أراد ذلك، لكن، المشكلة أن بعضهم فهم أن الحرية تعني الفوضى، وهو ما تسبب في شيوع المسرحيات والأفلام ضعيفة القيمة والمسفَّة، مبيناً أن الجمهور شارك في ذيوع هذه النوعية من الأعمال الفنية، فهو لم يقاطعها، بل أقبل عليها وتابعها ودفع من ماله لاستمراريتها. وأقرّ صبحي بأنه لم يكن حاضرا في المشهد المسرحي في السنوات الأخيرة، ولكنه كان نشطاً في الجانب الاجتماعي، فقد انشغل بموضوع "العشوائيات" في محافظات مصر، ونفذ عددا من البرامج في هذا الجانب. صبحي: مصر في مرحلة استكمال صورتها.. ولن أكف عن الحلم بوحدة عربية وعن حال مصر في الوقت الراهن، قال "إن مصر في مرحلة استكمال صورتها، وحين أقول مصر فأنا أعني الشعب وليس الحكومة"، واختتم بالتأكيد على حاجة المجتمع العربي لعقل وحدوي، وقال إنه لن يكف عن الحلم بوحدة عربية، ولكن ليس على مثال الصورة التي راجت في وسائل الإعلام، بل وحدة عربية حقيقية.