عكست المرحلة الأولى في الانتخابات البرلمانية المصرية حالة من العزوف عن التصويت، وتراجع الإقبال بشكل ملحوظ، إذ شهدت صناديق الاقتراع إقبالًا ضعيفًا، ولاسيما من الفئة الشبابية والتي اختفت بين صفوف الناخبين. الاستحقاق الثالث والأخير في خريطة الطريق، هو انتخابات البرلمان التي كان الإقبال فيها ضعيفا، ما دفع الحكومة لاستخدام سلاحها الأخير، وذلك بمنح العاملين في الدولة نصف يوم عطلة من أجل التوجه إلى مراكز الاقتراع والتصويت لرفع معدلات الإقبال، إلا أن المواطنين فضلوا مشاهدة سير الحركة الانتخابية بالتلفاز في المنازل عن المشاركة في الانتخابات. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "الإعلام تكاسل عن دوره في توجيه الناخبين وحثهم على المشاركة في استكمال خارطة الطريقة، كما أنه زاد من حالة الإحباط التي أصابت المواطنين"، فضلا عن الركود الاقتصادي وارتفاع الأسعار التي شهدتها مصر مؤخرًا ما جعل المواطنين يعزفون عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وأضاف "هاشم"، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون كان يضخ للمواطنين سابقا برامج تهدف إلى أهمية المشاركة في التصويت للانتخابات وكيفيتها، مشيرا إلى افتقاد المرشحين لبرامج انتخابية تُعرفهم بالناخبين وتعمل على جذبهم. واستنكر الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية بمعهد الدراسات الإفريقية، حالة الانفصام التي نشأت بين الناخب والمرشح، موضحا أن المرشحين لم يضعوا برنامجا انتخابيا قادرا على تلبية احتياجاتهم، والنهوض بمستقل واعِ لهم، مضيفا أن هناك بعض الإعلاميين تبنوا فكرة إبراز عيوب بعض التيارات عن غيرها، علاوة على افتقاد بعض الإعلامين لروح التحفيز جعل الناخبون يعزفون عن المشاركة بالتصويت. ومن جانبه أكد الدكتور هشام قاسم الخبير في المجال الإعلامي، أن الإحباط الذي كان يبثه الإعلام إلى المشاهدين أدى إلى عزوفهم عن المشاركة، موضحا أن المواطن المصري يعيش حالة من اليأس نتيجة التغيرات التي تطرأ على الساحة السياسية، علاوة على انعدام ثقة المواطن فيما يبثه إعلامه المرئي.