غلب الإقبال الضعيف على مراكز اقتراع المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية التي تجري في 14 محافظة ، قبيل ساعة من انتهاء اليوم الثاني والأخير في عملية التصويت، وسط ترحيب معارضين وتبرير حكومي، بحسب مراسلي "الأناضول" وبيانات وتصريحات صحفية ومعارضة. وتجرى انتخابات المرحلة الأولى التي تستمر حتى التاسعة من مساء اليوم الإثنين بالتوقيت المحلي(19تغ)، في محافظاتالجيزة, والفيوم، وبني سويف، والمنيا, وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر ,والإسكندرية، والبحيرة، ومرسى مطروح, بحسب اللجنة العليا للانتخابات. وبحسب تقارير إعلامية، فقد كان الإقبال الضعيف وتصويت كبار السن غالبا في أغلب المحافظات التي يتم التصويت فيها خلال المرحلة الأولى، باستنثاء إقبال متوسط في بعض مراكز الاقتراع في الإسكندرية. وقالت "البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية المصرية"، إنه "لا تزال معدلات المشاركة منخفضة كثيرا عن مثيلتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصرية الماضية، مع استمرار بروز مشاركة كبار السن". و"البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية في مصر 2015"، هي تحالف يضم منظمتين دوليتين غير حكوميتين وهما الشبكة الدولية للحقوق والتنمية GNRD بالنرويج والمعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان IIPJHR بجنيف، بالإضافة إلى منظمة دولية حكومية وهي السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا COMESA، إضافة لمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان. هذا العزوف عن المشاركة في الانتخابات، رحّب به بيان لمعارضين مصريين بارزين, قائلا: "الشعب كان معلّماً للجميع، ولم يتخذ موقفه بالمقاطعة استجابة لدعوة جهة أو حزب أو فئة وإنما انطلاقاً من وعيه بأن الطريق الذي تسير فيه البلاد يُنذر بكوارث غير مسبوقة لا يمكن تدارك آثارها". وداعيا لاستغلال حالة "العزوف الشعبي"، قال بيان المعارضين المصريين الذي حصلت "الأناضول" على نسخة منه، إن "الشعب المصري أعطى إشارة البدء للانخراط في حملة للتغير تستعيد الحرية وترد الحقوق لأهلها"، مضيفا: "ندعو كل العقلاء في مصرنا لالتقاط الرسالة والالتفاف حول مطالب الشعب الجامعة واستعادة الصف الواحد لإنقاذ مصر". ومن أبرز من وقّع على البيان "أيمن نور(زعيم حزب غد الثورة)، ثروت نافع(برلماني سابق)، حاتم عزام(برلماني سابق)، سيف عبد الفتاح(أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة)، طارق الزمر(رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، الشاعر عبد الرحمن يوسف، عمرو دراج(قيادي إخواني)، محمد محسوب(وزير سابق)، يحيى حامد(مستشار أول رئيس مدني منتخب بمصر محمد مرسي)". على النقيض، ظهرت حملة تبريرات من قبل الدوائر الحكومية، للعزوف الملحوظ عن المشاركة في العملية الانتخابية، والذي نقلته القنوات الفضائية المؤيدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبر بث مشاهد مباشرة من مراكز اقتراع تعاني من الإقبال الضعيف، بحسب ما تابع مراسل "الأناضول". أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أعرب في بيان له مساء اليوم، حصلت "الأناضول" على نسخة منه، عن "اندهاشه لمحاولات القفز إلى استنتاجات بشأن نتائج الانتخابات ومدلولاتها". وقال: "أي مراقب أو محلل يتمتع بحد أدنى من المصداقية والإلمام بديناميكيات الحياة السياسية في مصر، يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن الانتخابات البرلمانية هذا العام تخضع لاعتبارات ومعايير كثيرة ومتشعبة، يرتبط بعضها بوضع الأحزاب والقوى السياسية، وبرامج المرشحين، ومدى معرفة الناخب بها، وحالة الإرهاق الانتخابي التي تمر بها مصر بعد ثماني انتخابات على مدار أربعة أعوام، فضلا عن تراجع حالة الاستقطاب السياسي السلبية التي خيمت على أجواء انتخابات سابقة". وردا على تقارير إعلامية وصحفية أشارت إلى ضعف الإقبال على المشاركة في الانتخابات، قال اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء المصري لشؤون الانتخابات في تصريحات له على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، إنه "لا توجد آلية بمصر تستطيع تحديد مستوى المشاركة في الانتخابات البرلمانية بشكل دقيق وحقيقي". وأضاف قمصان أن "الانتخابات البرلمانية تتوقف على جهد المرشحين ومدى ارتباط الناخبين بهم، بالإضافة إلى العديد من الاعتبارات مثل كثرة عدد المرشحين وعدم وعي الناخبين بهم، كل هذه الأمور ممكن أن تزيد من نسبة العزوف عن المشاركة بشكل أو بآخر.. ولكن المحك الحقيقي في نهاية الجولتين الأولى والثانية". عبد الله فتحى رئيس نادي القضاة، أقر بضعف إقبال الناخبين، وقال في تصريحات صحفية تناقلتها عدد من المواقع المحلية: "ضعف الإقبال من جانب الناخبين بالمرحلة الأولى يسأل عنه بشكل أساسي الإعلام والسياسيين والمرشحين، هذا فضلًا عن حالة الإحباط التي يمر بها الشعب المصري بسبب الظروف الاقتصادية". واضطرت الحكومة المصرية في محاولة منها لتشجيع المواطنين على الإقبال للتصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية والتي تجري في 14 محافظة، إلى تخفيض عدد ساعات العمل في المؤسسات الحكومية اليوم الإثنين إلى النصف.