حاسس إنك غريب فى البلد، مكتئب، حيران، خايف تقوم، خايف تنام؟ بتمشى ومش حاسس بصوت خطوتك، تغنى تسمع غناك بكا، وتشكى يضحك الندمان، كده خلاص بقيت فى أمان. اسأل والسؤال مشروع: مين اللى ضرب ومين مضروب؟ مين اللى قتل ومين مقتول؟ ومين اللى نهب ومين منهوب؟ ومين اللى فى النهاية غلب؟ عيب ماتسألش، اسجد وارفع إيديك للسما واشكر: يا بخت من بات مغلوب! «'الأرض مش أرضى، ولا العباد ولدى، ومالى شايل همها لوحدى؟»، زمان كده غنى ولد أبنود، ولسه بيغنى بدل الدموع دم، كان نفسه يتهنى بزرع الأرض، ويغنى لوهيبة تحت الشجر: «ياما سرقوا البرتقان». مش عارف ليه أنا باكتب ولا إيه مكتوب، جايز عشان ببكى ودمع العين مسكوب، وتاريخى فى كفى فاعله صار منصوب، والنصبة كانت إيه، محبوكة بالملى، مرسومة كده بالظبط: نهتف يقول الكل إيد واحدة، والتانية راحت فين؟ قطعوها بالحد، والشاطر بقى يعترض، مش هو ده الشرع؟! والواحدة مبتصقفشى ضاغطة على الزناد والطلقة فى قلبى، أموت أنا محسور، أموت أنا مقهور، كان نفسى أموت فاهم، ولما يسألوا فى القبر يلاقوا عندى جواب: إزاى أنا قاتل وإزاى أنا مقتول؟! غريب أنا زيك، لا رابح ولا خسران، مش عارف أكون مع مين؛ معاه أو التانيين؟ الكل من دمى، ده أخويا وده عمى، طلقة رصاصى فين وعدوى وعدوك ساكن هنا فى ضلك وبينصح الخايبين؟ الطلقة فى غزة والتانية فى التحرير، خلاص كده خالصين، والدم يروى الطين، والتار بقى تارين، والذكرى تبقى اتنين، فهمتوا يا حلوين؟ معلش متلخبط والله مش فاهم، كلام كده بيخبط أهى روحى بتعافر، شكلها كده بتطلع، الله هو الآخر. حاسس إنك غريب فى البلد، مكتئب، خايف، حيران، مش عارف مين صاحبك ومين ضهرك ومين هانك ومين خانك ومين ذلّك ومين ضلك، ومين عينه على أرضك؟ متقلقشى كلام عادى، كده الثورات فى بلادى، وقول لولادك ولولادى يسيبوا وصية لأحفادهم وأحفادى يوصوهم على الأرض، وإن الحرب ضد العدو وإن الثورة عشان تنجح لا بد إنهم بدون تمثيل ولا أغراض يحبوا بلدهم -مصر- بجد، وسامحونا لأننا ظلمناها، ظلمناهم، ومافهمناش كلام الرب!