أعلن المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، عن أن النقابة ستبدأ خلال الفترة المقبلة تنفيذ خطة لتدريب أكبر عدد ممكن من الشباب على العمل في الطاقة النووية، مشيرًا إلى أن النقابة تعتبر دخول مصر، عصر الطاقة النووية قضية مصيرية لا يمكن تأخيرها أو تأجيلها. وقال "النبراوي"، خلال ندوة بعنوان "البرنامج النووي بين الحاضر والمستقبل"، نظمتها لجنة الطاقة بالنقابة مساء أمس: "سنتصدى لكل محاولات عرقلة المشروع النووي في الضبعة، فيجب أن تمتلك مصر هذا النوع من الطاقة الآن وليس غدًا أو بعد غد"، لافتًا إلى أن المهندس المصري قادر على تحقيق أقصى درجات الأمان في المفاعلات النووية، مضيفًا أن: "في مصر حاليًا مفاعلان، أولهما مفاعل أنشاص وعمرة تجاوز 50 عامًا، والثاني المفاعل الأرجنتيني وعمره تجاوز 30 عامًا، وعلى مدى هذه السنوات لم تشهد مصر أي مخاطر نووية". وأشاد نقيب المهندسين بتجربة الجامعة الروسية في مصر، التي قررت إنشاء قسم خاص في كلية الهندسة لتخريج مهندسين متخصصين في الطاقة النووية. من جانبه، دعا الدكتور مهندس فاروق الحكيم، رئيس الشعبة الكهربية ورئيس لجنة الطاقة بنقابة المهندسين، إلى سرعة تنفيذ المشروع النووي في الضبعة، وقال: "مصر تواجه أزمة كبيرة في الطاقة، ولا بد للاتجاه لاستخدام الطاقة النووية، خصوصًا أن الطاقة الأحفورية في مصر ستنضب في يوم من الأيام، والطاقة النووية من أكثر أنواع الطاقات أمنًا، والدراسات أكدت أن ضحايا محطات الفحم أكبر بكثير من ضحايا المحطات النووية". في نفس السياق، أكد الدكتور مهندس محمد منير مجاهد، نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، أن التباطؤ في تنفيذ المشروع النووي في الضبعة يعد بمثابة مؤامرة على مستقبل مصر.
وقال: "إسرائيل تحارب البرنامج النووي المصري بشكل معلن وصريح وتقود حملة تشويه صهيو أمريكية لإجهاض الحلم النووي المصري، ولكن الغريب أن بعض المصريين يرددون ذات الأكاذيب التي تستخدمها إسرائيل في حربها ضد برنامج مصر النووي"، مشيرًا إلى أن تلك الأكاذيب تتخذ 3 أشكال، أولها الهجوم على الطاقة النووية والزعم بأنها ملوثة وغير آمنة وأن بلدان العالم المتقدم تتراجع حاليًا عن بناء محطات نووية، والأكذوبة الثانية هي الزعم بأن موقع الضبعة لا يصلح لإقامة محطة نووية، وهذا كلام غير صحيح بالمرة، وعلى العكس فإن اختيار موقع الضبعة لإقامة المحطة النووية خضع لاختبارات دقيقة على مدى عدة عقود شارك فيها مؤسسات بحثية عالمية ذات سمعة عالية، والأكذوبة الثالثة هي التشكيك في نزاهة وأمانة العاملين في الهيئات النووية في مصر. وحذر "مجاهد" من تصديق بعض الأشخاص الذين يرددون أن حقل "شروق" الذي تم اكتشافه مؤخرًا سيغرق مصر بالغاز، وبالتالي فمن الأفضل تأجيل المشروع النووي لسنوات أخرى، وقال "الذين يقولون هذا الكلام مثل (أبو لمعة) الذي أشاع قبل سنوات أن مصر تعوم على بحر من البترول والغاز وهو كلام غير صحيح بدليل أن مصر تستورد البترول منذ عام 2006 ". وأضاف: "ليس صحيحًا أن العالم الآن يتراجع عن إنشاء محطات نووية بدليل وجود 438 مفاعلًا نوويًا في العالم حاليًا منهم 99 مفاعلًا في الولاياتالمتحدة وحدها، و58 مفاعلًا في فرنسا، كما أن الصين تبني حاليًا 24 مفاعلاً جديدًا وتبني روسيا 9 مفاعلات والهند 6 مفاعلات جديدة، بل إن الإمارات التي لم يكن لها وجود كدولة عندما بدأت مصر برنامجها النووي في الخمسينات تبني حاليًا 4 مفاعلات ستدخل الخدمة خلال عامين على الأكثر". وشدد نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، على أن مصر في حاجة لإقامة محطات نووية في أسرع وقت ممكن، خصوصًا في ظل زيادة الاستهلاك من الطاقة بسبب النمو السكاني ومحدودية الطاقة الأحفورية سواء البترول أو الغاز، فضلًا عن التكلفة العالية لتوليد الطاقة من الشمس أو الرياح، إضافة إلى أزمة المياه التي تواجه مصر حاليا وهو ما يتحتم معه أن تتوسع مصر في تحلية مياه البحر وهو ما يستلزم كميات كبيرة من الطاقة.