19 نوفمبر 2011 .. شارع "عيون الحرية"، محمد محمود سابقًا.. الشباب يندفع مطالبا بتطهير الداخلية في اتجاه الوزارة.. تقابلهم قوات الأمن المركزي بالخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع، تستهدف الطلقات عيونهم وصدورهم لتُسقط منهم ما يقرب من 40 شهيدا ومئات المصابين، كان بينهم الطالب معوض عادل "الشهيد الحي"، الطالب بكلية الصيدلة، وكان وقتها في سنته الرابعة.. لم ير معوض العام 2012، أو من تم اختياره رئيسا لمصر الثورة، التي ضحى من أجلها بالغالي. معوض، الذي كان ينتظر التخرج بعد أشهر، يرقد الآن بين الأسلاك والأجهزة الطبية، الثلاثاء 20 نوفمبر 2012، يكمل العام وهو في الغيبوبة بين الحياة والموت.[Image_2] ينزل معوض يومها شارع محمد محمود لإسعاف المصابين.. لم يكن يعلم أنه سيكون واحدا منهم في هذا اليوم، يصاب بطلقتين في الرأس استقرت إحداهما في المخ، أثارت حولها بعض التهتك في الأنسجة ونزيف، لم يكتف "بلطجية الأمن" بهذا، بل أوسعوه ضربا حتى تهشمت جمجمته. يؤكد الأطباء المشرفون على علاج معوض أن حالته "لا تحتمل التأخير، ويجب أن تسافر للعلاج بالخارج".. وبالفعل سافر معوض للعلاج في النمسا لكن ليس على نفقة الدولة، فلم يسعفه صندوق المصابين ولا أي من المسؤولين، سافر على حساب "أم الشهداء" السيدة هبة السويدي. يمر العام .. معوض لا يزال في الغيبوبة في قصر العيني الفرنساوي.. تأتي ذكرى أحداث محمد محمود وينزل الشباب مرة أخرى يهتفون بتطهير الداخلية ويرفعون المطالب للرئيس محمد مرسي "الثوري" لعلاج مصابين محمد محمود، المهملة ملفاتهم في أدراج المسؤولين.. تقوم الداخلية بإحياء ذكرى الدم بالدم.. وتسقط المزيد من المصابين.[Image_3] اليوم.. سقط في محمد محمود "معوض عادل الثاني".. شهيد آخر في عداد الأحياء.. جابر صلاح عضو حركة 6 أبريل، تلقى مثل معوض رصاصتين.. واحدة في الرأس وأخرى في الصدر، ويرقد الآن في غيبوبة بنفس المستشفى.. أعلن محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم حركة 6 أبريل، وفاته "إكلينيكيا". قد تطول إقامته وهو في انتظار دوره بين المصابين في أدراج المسؤولين.. بينما آخر ما كتبه الفتى جابر صلاح على صفحته في "فيسبوك" قبل نزوله صباح الاثنين "لو مرجعتش بقى مليش غير طلب واحد هو إن الناس تكمل الثورة وتجيب حقنا".