نشر معهد "بيجن - السادات" للدراسات الاستراتيجية، دراسة للباحثين إفرايم إنبار وماكس سينجر، عن احتداد الأزمة وتبادل إطلاق النيران بين الجيش الإسرائيلي وكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكدا من خلالها ضرورة التدخل البري في غزة، والقضاء على القدرة العسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى. وقال الباحثان في دراستهما: "جيش الدفاع الإسرائيلي يحتاج إلى تدمير القدرة العسكرية لحماس، إلا أن إسرائيل قد تدفع ثمنا باهظا من الناحية الدبلوماسية بسبب أفعالها، ولكن كلما انتظرت إسرائيل أكثر، زادت العقبات السياسية من صعوبة التوصل لحل نهائي للهجمات الفلسطينية والعربية على إسرائيل". وأشارت الدراسة إلى أنه إذا كان السبب الذي يمنع إسرائيل حاليا من القضاء نهائيا على القدرة العسكرية ل "حماس"، بسبب تغيير المناخ السياسي للشرق الأوسط بسبب ثورات الربيع العربي، فإنه على إسرائيل أن تدرك جيدا أن العرب سيصعدون من هجومهم على إسرائيل، ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات معتدلة وفورية لضمان بقاء قدرة الدولة "اليهودية" على البقاء أمام التيار الإسلامي وميليشياته. وقال الباحثان إنه من وجهة نظرهما، فإن التوغل البري داخل غزة من أجل التعامل مع الجناح العسكرية ل "حماس" ضروري، حيث إنه من الناحية الاستراتيجية وعلى المدى الطويل، لا يمكن لإسرائيل أن تتجنب المواجهات مع حماس، ولابد لها من اتخاذ خطوات نهائية بشكل سريع، بدلا من الانتظار. ولإعادة إسرائيل الهدوء لحدودها وضمان بقائها، يرى الباحثان أنه على إسرائيل أن تجعل العالم العربي يشعر جيدا أن إسرائيل لن تتهاون في حال تحديها عسكريا، وأنها لن تسمح لأي كان بمواجهتها عسكريا في الوقت الحالي، ويجب على إسرائيل أن تواجه الضغوط السياسية التي تواجهها. وأشار الباحثان إلى أنه لابد من اتخاذ الجيش الإسرائيلي ردود فعل قوية واقتحام غزة فورا، لوقف الهجمات الفلسطينية على إسرائيل، حيث إن الظروف الحالية تصب في صالح إسرائيل في ظل ضعف حماس سياسيا. ويتابع الباحثان: "إذا تهاونت إسرائيل في الوقت الحالي، فإن حماس ستزيد من روابطها وعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر، وهو ما يؤكد أنه حينها ستدفع إسرائيل ثمنا باهظا في حال محاولتها الهجوم على غزة". ويؤكد الباحثان أنه حتى في حال استمرار الغارات الجوية على غزة في إطار عملية "عمود السحاب" العسكرية، فإن إسرائيل ستدفع ثمن ذلك سياسيا، وكل ما على إسرائيل أن تفعله في الوقت الحالي، هو أن تحد من قدرة حماس أو غيرها على إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية على إسرائيل، حتى ولو كان الأمر بشكل مؤقت. وأشارت الدراسة إلى أن الحل الوحيد لدى إسرائيل حاليا، هو أن تجعل أعدائها غير قادرين على التنبؤ بموعد ردها على الهجمات التي تلاحقها، حتى يكون ذلك الرد الإسرائيلي موجعا لأعدائها.