تعرف على خريطة الكنائس الشرقيّة الكاثوليكية    أسعار اللحوم والأسماك اليوم 20 يونيو    مصادر أمريكية: الرصيف العائم في غزة يستأنف العمل اليوم    إلى أين تتجه التطورات على حدود إسرائيل الشمالية؟    هل يسير "واعد تركيا" جولر على خطى أسطورة البرتغال رونالدو؟    بعد تصريحات اللاعب| هل يرفض الأهلي استعارة «تريزيجيه» بسبب المطالب المادية؟    تقرير مفتش صحة بني مزار يكشف سبب وفاة عروس المنيا أثناء حفل زفافها    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم بكفر الشيخ    حصيلة مرعبة.. ارتفاع عدد وفيات الحجاج المصريين بسبب الطقس الحار    مدرب إسبانيا يصف مواجهة إيطاليا اليوم ب "النهائي المبكر"    إعلام عبري: تصريحات المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بشأن حماس أثارت غضب نتنياهو    حماس: تأكيد جديد من جهة أممية رفيعة على جرائم إسرائيل في غزة    سبب الطقس «الحارق» ومتوقع بدايته السبت المقبل.. ما هو منخفض الهند الموسمي؟    ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية إلى 10 أشخاص في بنجلاديش    حرب الاتهامات تشتعل بين مندوبي السودان والإمارات في مجلس الأمن (فيديو)    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    العطلة الطويلة جذبت الكثيرين إلى المصايف| أين قضى المصريون الإجازة؟    تصل إلى 200 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي في يونيو    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    وزير الداخلية السعودي: موسم الحج لم يشهد وقوع أي حوادث تمس أمن الحجيج    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    «المالية»: حوافز ضريبية وجمركية واستثمارية لتشجيع الإنتاج المحلي والتصدير    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    بعد قرار فيفا بإيقاف القيد| مودرن فيوتشر يتفاوض مع مروان صحراوي لحل الأزمة    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    «من أجل كايزر تشيفز».. بيرسي تاو يضع شرطًا مُثيرًا للرحيل عن الأهلي (تفاصيل)    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 20 يونيو 2024 في البنوك    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    تطورات جديدة| صدام في اتحاد الكرة بشأن مباراة القمة    كندا تبدأ بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمد رشاد: إسرائيل ترى الإرهاب في سيناء «مستنقعا» يستنزف الجيش
نشر في الوطن يوم 28 - 08 - 2015

قال اللواء محمد رشاد، رئيس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بجهاز المخابرات العامة، فى الفترة ما بعد نكسة 1967 حتى توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» ووكيل المخابرات سابقاً، إن المخابرات الإسرائيلية تتعامل مع تحركات العناصر الإرهابية فى سيناء باعتبارها مستنقعاً لاستنزاف قدرات الجيش المصرى، وحذر رئيس ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية الأسبق بالمخابرات العامة المصرية، فى حواره مع «الوطن»، من رصد «الموساد» لمواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» لفرز من يصلح للتجنيد، وأوضح أن إسرائيل تتابع كل ما يحدث فى مصر لحظة بلحظة عبر دولاب عمل يومى، وشدد على أن إنشاء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى «أفيخاى أدرعى» لصفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يهدف لكسر العزلة التى يفرضها العرب على إسرائيل، حتى لو كان ذلك عبر سبه أو متابعة ما يكتبه.

■ كنت رئيساً لملف الشئون العسكرية الإسرائيلية بجهاز المخابرات العامة بعد نكسة 1967 حتى توقيع اتفاقية «كامب ديفيد».. ما الدور الذى قمت به خلال تلك الفترة؟- بعد نكسة عام 1967، بدأنا فى تقييم الموقف، ومعرفة السبب الذى أدى لوقوع الهزيمة، ووجدنا أن أهم الأسباب تمثل فى القصور فى المعلومات عن إسرائيل، فعملنا على تدعيم ذلك، فميزان القوى يُحسب عادة بحجم القوات، إلا أن الوضع فى إسرائيل يحتاج لمعايشة الواقع الإسرائيلى كى تحسب قدراتها القتالية، فالأمر هناك يقاس عبر «القدرة» وليس عبر «الحجم»، فالقدرة هى التسليح، والتدريب، والتطوير، وليس بحجم القوات.
■ ما أبرز النجاحات التى حققتها؟- نجحنا فى تدعيم منظومة المعلومات لدينا، كما ساهمنا فى حماية الأمن القومى المصرى بشكل فعال، فمفتاح كل الشغل فى إسرائيل هو هيئة التقديرات والمعلومات بالمخابرات العامة، ولا بد أن يكون معلوماً أن دورهم مهم جداً لصالح الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، ففى قضية «هبة سليم» على سبيل المثال بدأت القضية من «التقديرات والمعلومات» ليبدأ قسم مكافحة التجسس فى السير فى القضية حتى ألقى القبض على طرفيها، وكذلك قضية الحفار الذى تعاقدت عليه إسرائيل للتنقيب عن البترول فى خليج السويس، وأوصينا وقتها بالتعرض له قبل وصوله للخليج، وغيرها من البطولات المسجلة بأحرف من نور فى تاريخ المخابرات العامة المصرية، التى تُصنف من أقوى أجهزة المخابرات عالمياً.
رئيس «الشئون الإسرائيلية» الأسبق بالمخابرات العامة ل«الوطن»: «حماس» نقلت مخازن أسلحتها إلى سيناء خلال حكم «مرسى»
■ هل ما زالت إسرائيل مهتمة بتجنيد جواسيس فى مصر؟- الحصول على معلومات بشأن مصر هو دولاب عمل يومى فى «تل أبيب»، فهم يتابعون الموقف فى مصر بكل دقة لحظةً بلحظة، وليس دقيقة بدقيقة حتى، وسر ذلك أنهم يعلمون تمام العلم أن مصر هى الدولة الوحيدة القادرة على إفشال مشروعهم الصهيونى التوسعى، فمصر على رأس أولويات إسرائيل فى الحصول على معلومات بشأنها، وأنا على تمام العلم أنهم لا يتركون شاردة ولا واردة فى مصر إلا ويقرأونها ويحللونها، سواء كان هذا الأمر مقالات منشورة بالصحف أو أفلاماً أو مسلسلات أو غيرها من الأمور، فالكيان الإسرائيلى حساس فى الحصول على المعلومات بشأن مصر.ولا بد أن يعلم الجميع أن مصادر المعلومات تنشط فى وقت السلم عن وقت الحرب، فمصادر المعلومات تكون متاحة أكثر، هناك «ناس بتخش.. وبقى ليهم سفارة»، وأعتقد أن إسرائيل بدأت تصل إلى النجوع لأن لها مركزاً أكاديمياً مفتوحاً لدى سفارتهم فى القاهرة يمنح درجات الماجستير والدكتوراه، ويعملون من خلال ذلك فى إجراء دراسات عن المجتمع المصرى ومكوناته، وبالتأكيد يوجه ذلك لخدمة المخابرات الإسرائيلية.
■ معنى حديثك أن الإسرائيليين الذين يقدمون لمصر سواء للسياحة أو غيرها يستخدمون فى التجسس على مصر؟- مفيش عناصر بتخرج من إسرائيل وتتوجه مصر إلا وتأخذ أوامر من (الموساد) لتنفذها فى مصر، وإذا لم يكلفوا بشىء فإنهم إذا رأوا شيئاً يظنون أنه يهم المخابرات الإسرائيلية، فإنهم يتوجهون لهم بالمعلومات، فكل الإسرائيليين يدعمون فكرة التوسع، وإنشاء وطن يهودى من النيل إلى الفرات، وهم بدأوا فى العمل بهذا المجال، وما لم يحققوه بالتوسع يسعون لتحقيقه بالاقتصاد.
سفارة «تل أبيب» بالقاهرة أسست «مركزاً أكاديمياً» لدراسة المجتمع المصرى ومخابراتهم تركز علينا «لحظة بلحظة»
■ كيف ذلك؟- من خلال مشروع اقتصادى إقليمى لغزو الأسواق العربية والهيمنة والسيطرة عليها، وأعتقد أن هدفهم المرحلى حالياً هو دول الخليج من الدرجة الأولى، باعتبارها تمتلك ثروة كبيرة، ولا يوجد بينهم ثأر، وأعتقد أن دولة قطر تلعب دوراً كبيراً جداً فى هذا الموضوع.
■ لكن ذلك لن يحدث فى يوم وليلة؟- مشروعهم يسير مع موجة من التحركات التى تستهدفها إسرائيل خلال المرحلة المقبلة، فهم لديهم خطة مستقرة وواضحة لمدة 10 سنوات مقبلة، ويجهزون لتصور لمدة 10 سنوات أخرى، فى كل المجالات، والفضل فى ذلك يرجع لوجود قاعدة معلومات، وبيانات قوية جداً لديهم، فهم دولة «عارفين عايزين إيه»، والأمن أولوية أولى لها، والرافدان الرئيسيان له هو التنمية والأمن.
«تل أبيب» تستغل مواقع التواصل الاجتماعى فى «فرز» من يصلح للتجنيد.. وتصور لهم إن من المستحيل القبض عليهم.. والسياح يدخلون مصر لخدمة «الموساد»
■ سبق أن صرحت بأن التنظيمات الإرهابية فى سيناء مخترقة من قبل المخابرات الإسرائيلية؟- تهريب السلاح من إسرائيل إلى سيناء موجود منذ فترة طويلة، وأعتقد أنهم إذا وجدوا عنصراً من العرب فى سيناء لديه استعداد لشراء السلاح منهم، فهم يبيعونه له ولا يتوانون فى هذا الكلام، فأى شىء ضد مصر تعمل إسرائيل على تعزيزه، فالأجهزة الإسرائيلية تعتبر سيناء مستنقعاً لاستنزاف قدرات القوات المسلحة المصرية، ويوم أن ترى «تل أبيب» بدأت تشكو من القوات المصرية الموجودة فى المنطقة «ج»، طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد، فإن معنى ذلك أن قواتنا بدأت تسيطر على المنطقة من العناصر الإرهابية، ولو حركت مصر كل قواتها لتصبح فى المنطقة «ج»، فلن تمانع إسرائيل ذلك، لكن حينما يعود الاستقرار هناك سيطالبون فوراً بإجلائها.
■ مقارنة بالماضى.. هل تجنيد جواسيس أصبح أسهل أم أصعب عما مضى؟- التجنيد يخضع لمعايير كثيرة، فالأول يقوم بالفرز وهناك مغريات كثيرة ولا يوجد أحد ليس له نقطة ضعف، فهم يركزون على البعض ويختارون العناصر التى تتناسب معهم، فبالعودة للماضى لعبت إعلانات التعازى دوراً كبيراً جداً فى جمعهم معلومات عن مصر، واستغلالها فى تجنيد بعض أسرى قبل عام 1967.
العناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء حالياً خرجت من «رحم» التنظيمات الفلسطينية المسلحة
■ كيف ذلك؟- لأن النعى يكون باسم فلان وقريبه فلان الفلانى، وعملوا على جمع تلك الأسماء فى كمبيوتر موجود لديهم، وحينما جاء لهم الأسرى بدأوا فى جمع المعلومات عنهم عبر تلك التعازى، والبدء فى عملية اقتراب ليشعرهم أنه يعرف عنه كل شىء.
■ مثل ماذا؟- مثلاً حينما يرون أن أحد الضباط هدف لهم، ولديهم معلومات عنه من خلال تلك الإعلانات، فإنه يقول له: «إزى خالتك نزيهة؟» مثلاً، ليشعره أنه يعرف عنه كل شىء بهدف كسر حدة تعاملك معهم، ومن ثم تبدأ باقى الخطوات، لأنك ستتعجب وتقول «عرفوهم منين» حتى تصل لقناعة أنهم يعرفون عنك كل شىء.
■ كيف يخون مواطن بلاده؟- بعد اختيار هدف لتجنيده ليحصل على معلومة يتم عمل «غسيل مخ له»، وتصور المخابرات الإسرائيلية لهم أنهم «عمرهم ماهيتقبض عليهم ولو اكتشفته المخابرات المصرية هيقدروا ينقذوه».■ هل شاهدتم ذلك؟- نعم، ألقينا القبض على وكيل وزارة إسكان سابق فى العريش بعد تجنيده، وحتى وهو متجه إلى الإعدام كان يظن أنهم سينقذونه من حبل المشنقة.
■ حذر البعض من إمكانية استخدام وسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» فى تجنيد بعض العملاء داخل مصر.. هل ترى أن إسرائيل قد تلجأ لذلك؟- إسرائيل حساسة فى الحصول على معلومات عن مصر، وهم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا ويستغلونها، لذا فإنهم يستغلونه بكل تأكيد، فلديهم عناصر مسئولة ليدرسوا كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعى، وإنشاء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى «أفيخاى أدرعى» لصفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» هدفه الرئيسى هو كسر العزلة الإسرائيلية عن العرب، حتى لو كان ذلك عبر سبه أو متابعة ما يكتبه.
«كامب ديفيد» تحمى مصر من اعتداء إسرائيل.. والتفكير فى تعديلها بعد بناء الاقتصاد
■ ما أهداف إسرائيل فى مصر الآن؟- مصر على رأس جدول العداء الإسرائيلى، ونفس الشىء بالنسبة لنا، فتظل إسرائيل العدو رقم واحد لمصر والعكس، فهم كيان صهيونى موجود فى الشرق الأوسط بهدف التوسع، وإنشاء «دولة يهودية».
■ الملف الإسرائيلى شديد العلاقة بحركات المقاومة الفلسطينية.. وكانت حركة «حماس» بالنسبة لنا مثالاً للمقاومة ثم تحولت إلى استهداف الجيش المصرى.. كيف ترى هذا الأمر؟- «حماس» هى الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان المسلمين، فحينما كان الإخوان فى الحكم كانت العلاقات طيبة جداً، وأصبحت سيناء هى مخزن سلاح حركة حماس خوفاً من ضرب إسرائيل لها، وكانت مصر تعلم ذلك، وكل السلاح الموجود والذخيرة الموجودة دخلت خلال تلك الفترة، وبعد عزل الإخوان عن الحكم يحاولون إرجاع تلك الأسلحة إلى قطاع غزة.
■ ما حجم تلك الأسلحة؟- مصادر السلاح كانت كثيرة جداً مؤخراً، فبخلاف ما تمتلكه حماس، كان هناك تهريب بحجم كبير من ليبيا والسودان، كما ساعدت دول مثل إيران فى تهريب السلاح، فما تعانيه مصر من الإرهاب الآن حدث أيام حكم الإخوان، سواء عبر المعدات التى تستخدم حالياً أو الأفراد.
■ يقول البعض إن هذا الحديث ليس هناك دليل عليه؟- الأدلة كثيرة، مثلاً تصريح محمد مرسى الرئيس المعزول أثناء خطف الجنود المصريين فى سيناء من وحرصه على سلامة الخاطفين والمخطوفين، وما قاله القيادى الإخوانى محمد البلتاجى بأن الإرهاب سينتهى فى سيناء فى نفس اللحظة التى يعود فيها «مرسى» للحكم، إذن هناك سيطرة للإخوان على الأفراد والسلاح فى سيناء، كما أن كل التنظيمات الإرهابية خرجت من رحم «الإخوان».
■ ما هدف حماس فى تلك اللحظة؟- هدفها هو استمرار سيطرتها على قطاع غزة والانفصال عن القضية الفلسطينية، وهناك حديث أن تكون هناك هدنة بين إسرائيل وحماس لمدة 10 سنين، وهذا وارد الحدوث لأنها حققت أهدافها، وتحصل على معونة وأموال كثيرة باسم الشعب الغزاوى.
إسرائيل تخطط لغزو الأسواق العربية والسيطرة على اقتصادنا.. وقطر تلعب دوراً فى ذلك
■ خاضت المخابرات المصرية مفاوضات شرسة وقت وجود اللواء عمر سليمان على رأس قيادتها.. كيف تقيم ملف المصالحة حالياً؟- المصالحة كانت هدفاً رئيساً للمخابرات العامة المصرية وقت وجود اللواء الراحل عمر سليمان فى قياداتها، وكان هناك حديث كثير فى هذا الأمر، لكن حماس لم تكن صادقة فى إتمام المصالحة مع حركة «فتح».
■ المخابرات تلعب دوراً حاسماً فى المفاوضات حال حدوث هجوم إسرائيلى على قطاع غزة.. لماذا؟- بالتأكيد يحدث ذلك حماية للأمن القومى المصرى، فأى ضغط على قطاع غزة سيكون متنفسه الطبيعى هو مصر، ويجب ألا تكسر الحدود ويدخل أهالى قطاع غزة إلى مصر مرة أخرى، فتلعب مصر من هذا المنطلق دوراً فى التهدئة حتى لا يتهدد الأمن القومى المصرى، كما يجب أن يعلم الجميع أن غزة ليست كلها حماس، فتعدادها مليون و700 ألف نسمة، منهم نحو مليون ونصف المليون ليسوا من المنتمين لحماس، ومن ثم فإن تخفيف الضغط على قطاع غزة من إسرائيل هو حماية للأمن القومى المصرى.
■ ما طبيعة علاقة التنظيمات الفلسطينية بالإرهاب الموجود فى سيناء؟- تجميع العناصر الإرهابية الموجودة هناك خلال حكم محمد مرسى جاء بمساعدة تلك التنظيمات.
■ يروج بعض المنتمين للإخوان أن إسرائيل سعيدة بنظام الحكم المصرى حالياً، فما رأيك فى هذا الصدد؟- تلك هى الظواهر فقط، و«سيبكم من الظواهر»، فما يحكمنا فى علاقتنا مع إسرائيل هو اتفاقية «كامب ديفيد».
■ كنت أحد الموجودين فى موقع مهم وحساس حين وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل؛ فكيف تقيّم ما تحقق منها حتى الآن لمصر؟- الاتفاقية عُقدت فى فترة كانت مصر تحتاج لبناء اقتصادها، والبعد عن صراع التسلح، وجعلت هناك استقراراً عسكرياً لضماننا عدم اعتداء إسرائيل علينا، إلا أن إسرائيل ربحت أيضاً لأنها أبعدت بها مصر عن القضية الفلسطينية.
■ تتعالى مطالب تعديل الاتفاقية.. ما رأيك فى هذا الشأن؟- التعديل يكون بعد بناء الاقتصاد، وتحقيق النمو، حينها نبدأ نفكر فى تعديلها، لكن «كامب ديفيد» حصن أمان لمصر، لأن أمريكا تحرص على أن تكون إسرائيل أقوى من الدول العربية مجتمعة، وستقدم لها الدعم حال أى اعتداء على أراضيها، وذلك أمر مؤكد، وليس مجرد تحليلات.
■ ما أبرز التعديلات التى ترى أن علينا إجراءها على معاهدة السلام؟- هذه موضوعات تخضع لوقتها.
■ وما رأيك فى الأزمة السورية حالياً؟- الأزمة السورية هى «أم المشاكل»، فلو نجحت فى حل مشكلة الأزمتين السورية والعراقية، فإنك حينها تتحدث عن حل أكبر أزمتين فى منطقة الشرق الأوسط.
■ ماذا عن أزمة اليمن؟- الحوثيون قوة عسكرية قادرة على الصمود، وقبائل اليمن هى «رمانة الميزان»، لكن مشكلتها أن بعضها يتعاون مع أى فصيل طبقاً لمصلحته الشخصية؛ فلا بد من حل الأزمة سياسياً، لأن الحوثيين لن يتنازلوا عن أى شىء حققوه، ولا يمكن أن تتم السيطرة على اليمن إلا بتدخل برى، وهو عليه محاذير كثيرة جداً.
■ لكن كيف سيتم إذا كانت هناك محاذير عليه؟- التدخل يكون داعماً لموقف، وليس إنشاء لموقف، فيكون هناك توازن على الأرض وتدعم القوى الموالية للشرعية.
■ وماذا ترى بشأن التدخل البرى من التحالف العربى فى اليمن؟- هو تدخل مرفوض إلى أن يتحقق توازن بين القوتين المتصارعتين فى الأراضى اليمنية، وحينها يكون التدخل لدعم الشرعية هناك، ولا بد من أن نلتفت إلى طبيعة اليمن الجبلية؛ فإنك حينما تكون «تحت أعلى قمة جبلية» تكون «مالكش قيمة»؛ فالتضاريس هناك تلعب دوراً حاسماً جداً بالنسبة للصراع فى الأراضى اليمنية، ومن يملك القمة هو من يستطيع أن يسيطر على الموقف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.