من فوق سبع سماوات يخبرنا المولى عز وجل أنه عرض (الأمانة) على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها، ومن فوق سبع سماوات يخبرنا سبحانه وتعالى أن الإنسان حملها، ليصفه بأنه «ظلوم جهول». مصر أمانة حملها الرئيس محمد مرسى وجماعته بعد أن كان الاختيار بينهم وبين نظام سابق جربناه فكرهناه، وكان الإرث الثقيل يحتم أن يتفهم الرئيس مرسى أنه حين قبل الأمانة، فإنه كان ظلوماً جهولاً، حتى يستعين بمن يعينه على حملها، لا من (يورطه) و(يلبسه فى الحائط) وللأسف، يلبسنا معه جميعاً. نحن أمام رئيس إسلامى كان يستعين دائماً بمقولات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذى أكد أنه لو تعثرت بغلة فى العراق لسئل عنها عمر، فالويل لعمر بن الخطاب لو لم يدرك ذلك، والويل لمرسى وجماعته ولنا جميعاً لأنهم على ما يبدو لم يدركوا ذلك حتى الآن، وأطلقوا حملة تبرير (خايبة)، بعد ترويج (فاشل) لمشروع وهمى اسمه مشروع النهضة، لم نر منه سوى (حفنة أوراق) لم تتضمن أى حلول واقعية أو عملية لملفات يدرك محمد مرسى أن من اختاروه فعلوا ذلك ليديرها بشكل محترم على أقل تقدير إن لم يحلها. ملفات مثل الصحة والتعليم والنقل، يعرف محمدمرسى جيداً أنها كانت صداعاً فى رءوس المصريين، أزهقت بسببها، وبسبب فاسدين أداروها، أرواح لم تزهق فى حروب مصر مجتمعة على مر التاريخ، ومع ذلك لم يفكر مرسى فى حلها حلاً حقيقياً بعيداً عن خطبه التى مللناها بحق. كنا نسمع كلامك نصدقك يا سيادة الرئيس، ونحاول دعمك، ونتحمل من أجل مساندتنا لك من يتهمنا ببيع القضية، ومن يقذف أعراضنا لوقوفنا خلف رئيس يرونه خادماً لمشروع إخوانى من الطراز الأول يسعى للتمكين والبقاء فى الحكم، لا إلى الإصلاح والنهضة التى وعدتمونا بها، ثم نرى تصرفاتك فنستعجب ونندهش ونكاد نشل لأنها لا تفرق كثيراً (فى مجملها) عن تصرفات مبارك، ولا ينقصك سوى غرق عبارة لتكون صورة طبق الأصل لكن بدقن. ننتظر تغييراً حقيقياً يا سيادة الرئيس. مستشارون وطنيون تسمع كلامهم ولا تضرب به عرض الحائط إذا وصلك (زعل) الجماعة، أو اعتراضهم. ننتظر (إدارة) لأزمة وطن، يجب أن تفهم أنت ومن معك أن الاعتراف بأنكم أول من يجب أن يغير طريقته قبل البحث عن حل، هو أول الطريق الصحيح. فلتتعظ أرجوك يا رئيس الجمهورية، ولا تسلم أذنك إلى تيار واحد يلعب بك كالماريونيت باسم الشرع، والانتماء، والبيعة، ولتدرك أن الأمانة ثقيلة، وأنك كنت ظلوماً جهولاً حين قبلتها، وجاء الوقت لأن تبحث عن مخلصين يحملونها معك لتحلوا أزماتنا، فصدقنى لن ننتظر عليك كثيراً.