عصر يوم السادس عشر من شهر أغسطس عام 2008، بخطوات واثقة وطئت قدماه عشب ملعب «أبتون بارك» فى العاصمة البريطانية لندن، حاملاً قميص فريقه الجديد «ويجان أتلتيك»، محملاً بطموح شخصى فى كتابة اسمه بين أفضل اللاعبين المصريين الذين اتجهوا للاحتراف الخارجى، وآمال الجماهير المصرية التى تلاحقه بالدعوات، وبعد 47 دقيقة فقط تمكن الفرعون المصرى الشاب من هز شباك فريق ويستهام يونايتد، معلناً بداية تألقه فى الملاعب الإنجليزية، التى هيمن عليها لعدة أشهر، أصبح بعدها أحد ألمع الأسماء فى إنجلترا، ومعشوق جماهير فريقه، حتى بدأت تتنازع عليه الفرق الكبرى وتتهافت خلفه الصحف. مرت 7 سنوات كاملة، وفى نفس اليوم من نفس الشهر، جلس فى منزله وحيداً، وبكلمات قليلة نشرها عبر حسابه الشخصى على موقع «تويتر» أعلن عمرو زكى اعتزاله لعب كرة القدم بصفة نهائية، حيث كتب: «زى النهارده من 7 سنين كانت أول مباراة وأول هدف فى الدورى الإنجليزى، والنهارده أقول شكراً أيتها المستديرة على 15 عاماً من العطاء.. اعتزال نهائى». عمرو زكى ابن المنصورة الذى لم يتم عامه ال33، بدأ مسيرته فى الاحتراف عام 2001 فى صفوف فريق المنصورة، ثم انتقل سريعاً إلى نادى إنبى عام 2003، بعدما خطف أنظار مسئولى النادى عقب فوزه بلقب بطولة أمم أفريقيا مع منتخب الشباب، وخلال عامين فقط، أصبح «زكى» أحد أفضل مهاجمى الدورى المصرى وانضم للمنتخب الوطنى الأول، ثم خاض تجربته الاحترافية الأولى فى روسيا عبر نادى «لوكوموتيف موسكو»، لكنه سرعان ما عاد للدورى المصرى، فانضم إلى صفوف نادى الزمالك عام 2006، وفاز فى العام نفسه مع المنتخب الوطنى بلقب أمم أفريقيا، ثم فاز مع المنتخب ببطولة أمم أفريقيا 2008، ثم اتجه إلى إنجلترا ليلعب لفريق ويجان على سبيل الإعارة، وفى أشهر قليلة تصدر قائمة هدافى الدورى الإنجليزى وبات حديث الصحف ومطلب الأندية الكبرى التى كاد ينتقل لأحدها لولا تعنت إدارة الزمالك، وقد شهد عام 2010 النهاية الفعلية للمسيرة الذهبية لأحد أفضل اللاعبين المصريين، فابتعد لفترات طويلة عن اللعب، حتى أعلن اعتزاله قبل يومين.
