ربما لأن "الخال والد"، كما يقول أبناء الصعيد، كانت صدمة عبدالحي محمد محمود، أحد المسعفين المشاركين في نقل ضحايا حادث قطار أسيوط، مضاعفة، فقد فوجئ عبدالحي ب"محمود" و"حبيبه"، أبناء شقيقته، بين ضحايا الحادث غارقين في دمائهما، لينقلهما بين باقي الأطفال إلى قسم العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي. "زين الدار"، والدة المسعف، وجدة الطفلين، تصرح: "حسبي الله ونعم الوكيل في المسؤولين، مين يعوضنا عن ولادنا اللي في المستشفى بين الحياة والموت ومنعونا حتى من زيارتهم. وتضيف: "بنتى مش قادرة تمسك نفسها، بعد ما شافت جثث زملاء ولادها في الحضانة، وأشلاءهم صبغت المكان بالدم". "أم خميس"، انتقلت هي الأخرى من قرية "الحواتكة" بأسيوط، لمتابعة الحالة الصحية لابن جارهم، الطفل محمد علي، وتقول بدموعها:"النهاردة يوم سبت اسود على أسيوط، في 8 أطفال في العناية المركزة، غير 16 طفل في قسم الاستقبال، بينهم 4 مصابين من قرية الحواتكة وحدها. وتظاهر العشرات من أهالي الضحايا والمصابين دخل المستشفى الجامعي بأسيوط، أثناء تواجد وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، ووزير التنمية المحلية اللواء أحمد زكي عابدين، ورددوا هتافات: "يسقط يسقط حكم المرشد"، وحاصر أهالي الضحايا الوزيرين مطالبين بالقصاص العادل من المتسببين بإهمالهم في الحادث.