كشف الدكتور عبدالله الناصر حلمي، أمين اتحاد القوى الصوفية، عن إطلاق أكبر مشروع قومي صوفي لمواجهة الإرهاب بصورة مستمرة باسم "الصوفية ضد الإرهاب". وقال حلمي، ل"الوطن"، إن المشروع الصوفي لمواجهة التطرف جاء ردًا على انتشار الأفكار الإرهابية بين الشباب، ما يؤدي إلى اعتناق عدد كبير من الشباب لتلك الأفكار، فكانت مسؤولية الصوفية تجاه بلادهم، للعمل بالتوازي مع نشاط الدولة لمواجهة الإرهاب، عبر تفنيد آرائه ونشر الآراء الصوفية المعتدلة. وأضاف: "يعتمد المشروع على جانبين، الأول نظري، يشارك فيه عدد من مفكري الصوفية ومنظريهم، لرصد مقولات الإرهاب المنتشرة بين الشباب، سواء في كتب التكفير، أو في الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، أو في الإصدارات الوحشية التي تصدرها التنظيمات الإرهابية كداعش، أو في بيانات الجماعات الإرهابية كالإخوان، مثل بيان نداء الكنانة الإخواني الذي حرض على العنف"، موضحا أن العمل في إحصاء الأفكار التكفيرية سيكون بصورة مستمرة للرد عليها. وأشار "حلمي" إلى أن الرد على تلك المقولات يكون بإصدارات فكرية ومطبوعات ومطويات توزع على المصريين بصفة دورية، إضافة إلى عمل مواقع على شبكة الإنترنت وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر قدر من الشباب والمواطنين، إضافة لتدشين قناة خاصة بالمشروع الصوفي على "يوتيوب"، لنشر المواد الموضحة لحقيقة الإرهاب والرد عليه ومقولاته. وتابع: "الشق الآخر من المشروع عملي، يشارك فيه جميع الصوفية في مصر أو أغلبهم، لا سيما وأن أعداد الصوفية تقارب ال15 مليون، في مصر يتبعون 76 طريقة، ويعتمد على نشر الفكر الصوفي، عبر الصوفيين ومريديهم، عبر المعاملات العادية، يعتمد على ذلك أن (الدين المعاملة)". وأوضح "حلمي" أن ما يميز الصوفية، في مصر والعالم، أنه لا يوجد صوفي واجد اتجه إلى الإرهاب، لأن الفكر الصوفي أعطاهم حصانة من الأفكار المتطرفة، وبالشق العملي من مشروع "الصوفية ضد الإرهاب" فإن كل فرد صوفي سيستهدف فردًا آخر غير صوفي، لنشر الفكر الصوفي، ما يجعل على الأقل 30 مليون مصري محصن ضد الإرهاب، منهم 15 مليون صوفي و15 مليون شخص آخر استهدفهم الصوفية في مرحلة واحدة، يمكن استهداف غيرهم في مرحلة أخرى ليعمل المشروع بصورة متوالية. وواصل أمين اتحاد القوى الصوفية قائلاً: "يواجه المشروع في المقام الأول الفكر الإرهابي التكفيري، ويليه الفكر السلفي، الذي يعتبر الأرضية والمدخل إلى الإرهاب، ومفرخة للعناصر الجهادية، حتى إن أظهر أصحاب الفكر السلفي غير ذلك، أو أعلنوا عن حملات وهمية لمواجهة الإرهاب"، لافتا إلى أن العمل جارٍ على إطلاق المشروع، بعد موافقة معظم شيوخ ووكلاء الطرق والمريدين على مشروع الصوفية القومي لمواجهة الإرهاب، كما أن عددًا كبيرًا من المفكرين الإسلاميين ومنظري الصوفية وعلماء أزهر صوفية، وافقوا فعليًا على العمل في المشروع بصورة تطوعية دون مقابل، منهم الدكتور عبدالحليم العزمي، ومحمود رشدان، والدكتور عصام سري"، مؤكدًا أنه يُعد حاليًا ميثاق عمل للمشروع قبل البدء به، يتضمن الإعلان عنه وتطبيقه، والخطوات الرسمية والقانونية لإطلاق المشروع بصورة تتفق مع القانون ولا تخالفه.