شهدت محافظة الإسكندرية ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، اليوم، وصلت لحد وصف الأهالي للمدينة بأنها "تنصهر"، مؤكدين أن شعورهم ب"الحر" يفوق ما تعلنه هيئة الأرصاد الجوية من درجات. قال محمود فاروق، صاحب مقهى في منطقة شدس شرق الإسكندرية، إن الزبائن يرفضون الجلوس داخل المحل، ويفضلون المقاعد المرصوصة خارجه؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الطقس يتسبب في هروب المواطنين من منازلهم لقضاء الوقت في الشارع. وأضاف ياسين محمد، أحد مرتادي شاطئ ستانلي، إنه وأسرته يهرعون إلى الشواطئ كل يوم، هربًا من درجات الحرارة شديدة الارتفاع، مشيرًا إلى أن الشعور بالحرارة يفوق ما تعلنه هيئة الأرصاد الجوية، إذ أنها تعلن درجة لا تزيد عن 36، في الوقت الذي تكون في الحقيقة أكثر من 42. وأضافت هبة رؤوف، ربة منزل، أن مكيف الهواء أصبح هو الصديق الأقرب لنفوس كل المواطنين، إذ يتجمع كل أفراد الأسرة أمامه طوال النهار والليل، وتزور الأسر بعضها بعض للتجمع عند من يملك تكييف. وأشارت يمنى عبدالرحمن، مدرسة في إحدى مدارس المرحلة الإعدادية، إلى أن وسائل الموصلات العامة، تشهد مشادات كثيرة بين الركاب، بسبب الطقس السيئ. ومن جانبه، كشف الدكتور ممدوح التهامى، أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، عن أن السبب في ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة في المدينة الساحلية عن درجة الحرارة التي أعلنتها هيئة الأرصاد، يعود إلى تحول مناطق المدينة إلى "جزر حرارية". وقال "التهامي" ل "الوطن"، إن الجرز الحرارية هي مناطق قلب المدينة "كالمنشية" و"محطة الرمل" وغيرها والتي تتواجد فيها التكدس السكاني، بالإضافة إلى حركة المرور وعوادم السيارات والعقارات المرتفعة والمول التجاري، لذلك يصبح بها الهواء راكدًا وتصبح درجة الحرارة أعلى من 3 إلى 6 درجات عن الدرجة التي أعلنت عنها الأرصاد. وأضاف أن الشعور بالحرارة ناتج عن أن المدينة مليئة بالعقارات شاهقة الارتفاع بالإضافة إلى الشوارع الضيقة، والتكدس المروري، والذي يمنح الإنسان المتواجد بهذه المنطقة شعور بالحرارة، ويؤدى إلى زيادة الرطوبة، وتصبح درجة أعلى بكثير من الدرجة العلمية. وأكد أستاذ الجغرافيا الطبيعية، أن الرطوبة تمتص درجة الحرارة وتحتفظ بها أكثر، وترتفع الرطوبة في الأماكن التي يوجد بها العقارات المرتفعة والشوارع الضيقة، وتسبب ركود في الهواء، لذلك يخرج الهواء الساخن من جسم الإنسان ويظل محاط به لان الهواء البارد المتحرك لم يصل للتخلص من الهواء الساخن الذي يخرج منه. وأوضح، أن ما تعلنه هيئة الأرصاد من درجات حرارة يكون صحيح لدرجة عالية، ولكن الإحساس بدرجة حرارة أكبر ورطوبة مرتفعة يكون السبب فيه "الجزر الحرارية"، "والشعور بالحرارة الملازم للإنسان لعدم التخلص من الهواء الساخن. وطالب "التهامي" المواطنين تجنب التعرض لأشعة الشمس أو الحرارة، خاصة في أوقات الذروة، وفي الأماكن المتكدسة بالسكان والذي يحس بها الإنسان بشعور الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي، وضرورة تناول مياه شرب بكثرة.