بالأمس «الفراعين».. واليوم «دريم» و«التحرير».. وغداً «القاهرة والناس».. والبقية تأتى لأن «إخراس الألسنة» لدى النظام الحالى أسهل بكثير من «إطعام الجوعى».. وساذج من يعتقد أن الإجراءات التى تتم ضد «دريم» حالياً هدفها سيادة القانون أو المساواة مع القنوات الأخرى، فهذه تبريرات أقل ما توصف به أنها «مغرضة».. وأن كل الإجراءات التى تتم فى الإعلام، سواء تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية أو إقصاء الكاتب الصحفى جمال عبدالرحيم وعدم تنفيذ حكم القضاء الإدارى بعودته، أو منع الإعلانات الحكومية على القنوات الخاصة، أو القيود المفروضة على التليفزيون المصرى الذى تحول إلى تليفزيون الرئيس، بالإضافة إلى الانتقادات الحادة والاتهامات المستمرة من الإخوان للإعلام، وغيرها من الإجراءات التى تؤكد أن الرؤية الوحيدة التى تمتلكها هذه الحكومة هى «الإقصاء» وليس التطوير.. فالإخوان تنفذ خطة لضمان ولاء الجيش والقضاء والإعلام منذ وصولهم للحكم من أجل تمكين الجماعة فى السلطة، وليس من أجل عيون الشعب الذى انتخب الرئيس. وبالفعل أطاح مرسى بالمجلس العسكرى ودخل معركتين مع القضاء خسرهما بجدارة، لكنه ما زال يحاول، أما معاركهم مع الإعلام فمستمرة أيضاً، بدليل أن عدداً من وزراء حكومة قنديل تحدثوا عن تقنين الإعلام فى أول تصريحات لهم ومنهم وزير الاستثمار الحالى أسامة صالح، وحتى أيام مضت يقول د. هشام قنديل فى حواره مع الزميل خالد صلاح على فضائية «النهار»: «جهدنا مش ظاهر بسبب الدوشة»، وكأن مشاكل المرور والنظافة والانفلات الأمنى والوقود ورغيف الخبز قد انتهت.. وأصبحت المشكلة فى الإعلام و«الدوشة». دريم التى احتضنت أبرز رموز الإعلام فى مصر من أول المرحوم مجدى مهنا، مروراً بمنى الشاذلى ووائل الإبراشى وأحمد المسلمانى وإبراهيم عيسى وعمرو خفاجى ودينا عبدالرحمن وجيهان منصور، واستضافت هيكل ومنصور حسن ود. محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين وكل رموز المعارضة، أصبحت الآن تخالف القانون، رغم أن نواب الإخوان لم يتقدموا بأى آلية برلمانية طوال سنوات قبل الثورة ضد ما يسمونه الآن مخالفة قانونية، رغم أن نواب الإخوان كانوا «رايحين جايين» على دريم، لكن السلطة الآن لها متطلبات أخرى. وبمناسبة القانون الذى تتذرع به الحكومة لتركيع «دريم» أتذكر أنه قبل الثورة كانت القيود على الإعلام قد بدأت واقترح الوزير أنس الفقى «شفاه الله» لجنة لتقييم الأداء الإعلامى وب«القانون» وجهت لوماً لقناة دريم بسبب خطأ وقع فيه الكابتن مصطفى عبده مع أحد ضيوفه، وكتبت مقالاً فى «المصرى اليوم» بتاريخ 27 أكتوبر 2010 تحت عنوان «ثلاجة» و«سخان» الفقى، ووصفت اللجنة المزعومة بأنها تجمد أخطاء التليفزيون المصرى وتستخدم لردع القنوات الخاصة، وبعدها استضافنى الإعلامى معتز الدمرداش فى برنامجه «90 دقيقة» على قناة المحور مع الزميلين عصام شلتوت وشوقى حامد، وهاجمت «الفقى» على تعنته ضد دريم بعنف وبعدها بأيام فوجئت بإندار من هيئة الاستثمار لبرنامج «الحياة اليوم» الذى كنت أتولى رئاسة تحريره وقتها وعندما تم الاستفسار الودى من إدارة الحياة قيل لهم «عندكم صحفى بينتقد الوزير خلوه يبطل» وبالمناسبة كان يرأس هيئة الاستثمار وقتها وزير الاستثمار الحالى أسامة صالح وكله ب«القانون»!!