11 عامًا من الصبر مرت عليه دون النزول إلى الشارع للاحتفال.. 11 عامًا تجرّع فيها الغيظ مع رؤية الأعلام الحمراء ترفرف احتفالًا ببطولة جديدة صفّها الغريم التقليدي في دولاب بطولاته بالجزيرة. من وإلى الإستاد مُرتديًا "تي شيرت العمر الأبيض" ذو الخطين الحمراوين، مُشجعًا وملهبًا حماس اللاعبين، تتفتق حنجرته ل90 دقيقة داعيًا فيهم أن يُسلوا أسهمهم (شعار الفريق) والتصويب ناحية المجد، نحو حصد البطولات، إلا أن الأمل خاب ل11 عامًا. لم يتململ ولم تخر قوى مُشجع «الفارس الأبيض» رغم معاركه الضارية التي خاضها خلال سنوات العجاف، وهو يرى «الشياطين الُحمر» لا يرحمون أحدًا، يحصدون البطولات الواحدة تلو الأخرى، لا يرتوون منها ولا أرضهم تشبع، وأناشيد «التالتة شمال» تصم آذان من سواها من المشجعين. لاعبون يأتون ويرحلون ومدربون من مختلف الجنسيات يقفون على خط المستطيل الأخضر يوجهون ويتعصبون، لكنهم لا يأتون بالفوز، لا يحققون آمال وأحلام الملايين الذين يصطفون أمام الشاشات وفي الطرقات.. ظل هو «الثابت الوحيد» على حُب ناديه. 11 عامًا من كلمات «تسم البدن» من زملائه مشجعي النادي الأحمر، مع كل بطولة يحصدها ناديهم.. 11 عامًا من السخرية التي اعتادتها الأذن، لكنه أبدًا لم يتسرب اليأس إلى نفسه، ظل مؤمنًا بأن ناديه يومًا ما سيفيق من غفوته وإن طالت، وإن ظل «وفيًا» حتى مماته. «يا تي شيرت العمر، آه يا أبيض لو رحت فين، عمري ما أحب زيك أنت لو حتى مين.. لو حتى مين، واسمع كلامي.. أنا جنب النادي ده وعمري ما همني أسامي، ناس تمشي وناس تفضل بروحها كاسبة احترامي، أنا مش بريء لو كان حبي هو اتهامي»، النشيد ليس مجرد كلمات ترددها الألسن، لكنه عقيدة وعتها الأفئدة وتربت عليها فتشكل الإيمان بالنادي. اشتاق المُشجع الزملكاوي إلى درع الدوري الذي لم يره في دولاب بطولات ناديه منذ 11 عامًا، واشتاقت الفرحة إلى أسوار النادي الأبيض، فأتت في 29 يوليو 2015، عقب تعادل الغريم التقليدي مع نادي سموحة، بعد أن أعطى الدرع ظهره ل«الشياطين الحُمر» مُعلنًا عن سكنه الجديد في دولاب بطولات «الأبيض» حتى إشعار آخر. آن الأوان للاحتفال، آن الأوان لتنطلق آهات الاحتفال التي سكنت القلوب ل11 عامًا، آن الأوان أن تُطلق الشماريخ في سماء النادي الأبيض، آن الأوان للزملكاوية أن يقولوا: «نحن الأبطال»، آن الأوان للرقص والأهازيج ان تجد مكانها بين عشاقها من مشجعي «الملوك».