فجر متمردون أكراد، سيارة ملغومة خلال مرور عربة عسكرية تركية بمنطقة جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية، ما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بجروح وإطلاق النار على مركز للشرطة، حسبما ذكرت السلطات اليوم، وذلك بعد يوم من شن تركيا غارات جوية استهدفت المتمردين الأكراد. وذكر حزب العمال الكردستاني، أن الغارات وضعت على الأرجح حدا لوقف إطلاق النار بين الجانبين والذي أعلن عام 2013. كانت تركيا قصفت أحد مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا قرب الحدود التركية، ونفذت عمليات واسعة النطاق ضد مسلحين يشتبه في انتمائهم لحزب العمال وغيره من الجماعات المحظورة داخل تركيا، كما اعتقلت مئات الأشخاص. وقال مكتب حاكم محافظة ديار بكر، اليوم، إن الانفجار وقع بينما كانت عربة عسكرية تسير على طريق في بلدة لايس مساء السبت، وكانت تقل ضباطا بالشرطة العسكرية كانوا في طريقهم للتدخل ضد الأكراد الذين أغلقوا تقاطع طرق رئيسي، كما تسبب الحادث في اشتعال العربة، وأضاف أن الجيش أطلق عملية لاعتقال المهاجمين. وقال الجيش إن مسلحي حزب العمال أطلقوا النار على القوات في الهجوم، الذي وصفه بالكمين الغادر الذي خطط له مسبقا. كما شن متمردون هجوما على مركز للشرطة في ديار بكر، ما أدى إلى تبادل لإطلاق النار، وفقا لوكالة الأنباء الأناضول الرسمية، ولم يصب أحد في الهجوم. ويخوض حزب العمال الكردستاني حربا ضد تركيا، من أجل الحصول على الحكم الذاتي في صراع أودى بحياة عشرات الآلاف منذ عام 1984. ويأتي الحادث بعد يوم واحد من شن تركيا غارات جوية على معسكرات للمتمردين الأكراد شمال العراق، وهي الغارات الأولى من نوعها منذ انطلاق عملية السلام مع الأكراد في عام 2012. وأعلن وقف إطلاق النار في عام 2013. واشتعلت التوترات مع الأكراد في الأيام الأخيرة، بعد تفجير انتحاري نفسه في بلدة قرب الحدود مع سوريا. واتهم حزب العمال الحكومة بعدم بذل جهود كافية لمنع عمليات تنظيم "داعش" الإرهابي، كما أعلن مسؤوليته عن مقتل اثنين من رجال الشرطة في مدينة شانلي أورفا ذات الأغلبية الكردية. من جانبه، قال البيت الأبيض مساء أمس، إن تركيا لديها الحق في الدفاع عن نفسها إثر الهجمات التي نفذها متمردون أكراد. وأدان المتحدث باسم البيت الأبيض أليستير باسكي، بشدة، الهجمات الأخيرة التي نفذها حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولاياتالمتحدة كجماعة إرهابية، وأضاف أنه يجب على حزب العمال نبذ الإرهاب واستئناف المحادثات مع الحكومة التركية. لكن باسكي قال أيضا إنه يتعين على الجانبين تجنب العنف ومواصلة التصعيد، وفي الوقت نفسه، قال نائب مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما اليوم، إن واشنطن رحبت بزيادة تركيا لتركيزها وجهودها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. وحظرت السلطات تجمعا سلميا كان مقررا في إسطنبول اليوم، للتنديد بالتفجير الانتحاري هذا الأسبوع، وذلك لإمكانية استخدامه من قبل جماعات محظورة للقيام بأعمال "استفزازية". وألغى المنظمون المظاهرة، وقالوا إنهم سيدلون ببيان مقتضب بدلا من ذلك.