بينما المعركة تدور على الأرض فى قطاع غزة، كانت حرب المصطلحات الدينية بين الجيش الإسرائيلى والتنظيمات الفلسطينية تدور فى وسائل الإعلام، إذ كان من المثير للانتباه أن كلا الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى استخدم ألفاظاً دينية لوصف الحرب الدائرة فى القطاع. فأطلقت إسرائيل على العملية فى غزة مصطلحاً دينياً هو «عمود السحاب»، الذى ورد فى الكتب المقدّسة «الإنجيل» و«التوراة» و«الزبور»، ويرمز للحماية التى «سيوفرها الرب لبنى إسرائيل» ضد أعدائهم، فيما استخدمت التنظيمات الفلسطينية اسم «حجارة سجيل». ويستبعد المحلل السياسى الفلسطينى ياسر الزعاترة أن تكون لتلك المسميات الدينية دلالة على تحول مسار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من الجانب السياسى للجانب الدينى، مؤكداً ل«الوطن» أن الحرب موجهة ضد الاحتلال الإسرائيلى وليس ضد اليهود، مشيراً إلى احتمال أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أطلق اسم «عمود السحاب» على العملية لمغازلة الناخب الإسرائيلى، المقبل على انتخابات يميل فيها لليمين. ويقول د.إبراهيم البحراوى، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس، إن جيش الاحتلال اعتاد تسمية معاركه وعملياته العسكرية بأسماء تاريخية ودينية، كشكل من أشكال التبارك واستحضار الروح القتالية والدينية، مشيراً إلى أن «عمود السحاب» ورد ذكره فى التوراة فى سفر الخروج حيث كان «الرب يسير أمام جماعة بنى إسرائيل، على شكل عمود سحاب فى النهار كى يهديهم، أما فى الليل فكان يتحول لعمود نار ليضىء لهم».