عاشت مدينتي المنصورةوطلخا وقرية دماص مركز ميت غمر بالدقهلية يومًا حزينًا، حيث شيع ثلاثة من شهداء القوات المسلحة بعد صلاة عصر اليوم، بعد استشهادهم في حادث تفجير كمين أبو رفاعي بمنطقة الشيخ زويد أمس بينما تنتظر قرية رأس الخليج بمركز شربين استلام جثة الشهيد الرابع في انتظار انتهاء نتيجة تحاليل DNA. ففي مدينة المنصورة شيع الآلاف جثمان الشهيد المجند مصطفى عبدالغني محمد 21 سنة من مسجد النصر الكبير بالمنصورة، حيث وصل الجثمان قبيل صلاة العصر في سيارة تابعة للقوات المسلحة يرافقه اثنين من الضباط وأربعة مجندين من الشرطة العسكرية وتسابق الأهالي في حمل الجثمان لداخل المسجد وانهار والد الشهيد وشقيقه فور وصوله. وجلس والد الشهيد وشقيقة بجوار الجثمان ينظرون إليه وكأنهم يتحدثون إليه بينما جلس زملائه المجندين بالقرب من الجثمان يستمعون إلي خطيب المسجد الذي تحدث عن فضل الشهادة في سبيل الله وأن الشهيد يشفع في 70 من أهله يوم القيامة وسيظل دمائهم يطوق أعناق الإرهابيين حتى يدخلهم جنهم يوم القيامة. واستقبلت والدته الجثمان بالزغاريد " وهي تردد "ألف مبروك يا عريس نزفك للجنة" وهي تقول لمن أراد تهدئتها "أنا أم البطل". وتغيب المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية عن أداء صلاة الجنازة على الشهيد بعد أن أرسل مدير مكتبه ورئيسي حي شرق وغرب المنصورة. وعقب صلاة الجنازة على الجثمان شيع المشاركون الجثمان إلى مقابر الأسرة بمدافن العيسوي بالمنصورة، وسط حالة من السخط والغضب ضد الإرهابين مطالبين بحق الشهداء بسرعة القصاص وتنفيذ أحكام الإعدام على القيادات الإخوانية. يذكر أن الشهيد مصطفى هو الشقيق الأصغر لأسرة تتكون من الوالد عبدالغني محمود 65 عاما، موجه رياضيات سابق بالمعاش، والأم سوسو فتحي 52 عاما، ناظرة بمدرسة فريدة حسان الثانوية التجارية بالمنصورة وأشقاءه محمد مهندس 30 عاما ويعمل بالسعودية، ومحمود " 28عاما، ويعمل محاميًا، وآخر أشقاءه توأمه "شيماء" 24 عاما. وفي قرية دماص مركز ميت غمر بالدقهلية شيع الآلاف من أهالي القرية وقرية سنفا جثمان الشهيد المجند محمد مجدي محمد جبر، من مسجد العناني بالقرية، وانهار والده مجدي جبر وكيل مدرسة عدلي الشربيني الإعدادية وهو يقول: "الكفرة اللي قتلوه هو وزملاؤه بلا دين ومايعرفوش ربنا ولا يعرفوا حاجة عن الإسلام وربنا ينتقم منهم لأنهم حرمونا من قرة عنينا"، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقصاص قائلا "إحنا بنطلب القصاص لأولادنا وشهدائنا جميعا اضرب ياريس ماترحمش حد فيهم". وأكد عبدالرحمن زارع، أحد أبناء القرية، أن الشهيد حاصل على بكالوريوس تربية نوعية ويتمتع بحب أهالي القرية لحسن خلقه ومحبته للجميع. بينما غادرت أسرة الشهيد المجند محمد إبراهيم مصطفى موسى من قرية رأس الخليج بمركز شربين بالدقهلية قريتهم متوجهين إلى المستشفى العسكري بالقاهرة لإجراء تحاليل DNA للتعرف على جثته بعد أن تحولت إلى أشلاء في الحادث الإرهابي. وفي طلخا لم ينتظر الأهالي حتى صلاة العصر وصلوا الجنازة على الشهيد إسلام أحمد عبد الغني البغدادي وشهرته "أحمد النمر" 27 عاما، حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وحملوا جثمانه وطافوا به عدد من شوارع المدينة مرددين الهتافات "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله". ولم تتمكن أسرة الشهيد الرابع المجند محمد إبراهيم مصطفى موسى، 22 سنة حاصل على دبلوم تجارة، من قرية رأس الخليج مركز شربين من استلام جثمانه من المستشفى العسكري بالقاهرة فقد تم أخذ عينات من والد وشقيق الشهيد لعمل تحاليل DNA وطلبوا منهم بالمستشفى أن يعودوا إلى قريتهم على أن يتم الاتصال بهم هاتفيا من المستشفى عند انتهاء التحاليل.