لم يكن دعاء الشيخ محمد جبريل الذي أمّ المصلين في ليلة السابع والعشرين من رمضان بمسجد عمرو بن العاص، الأمر الذي دعا وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، لإصدار قرار بإيقافه عن إمامة المصلين والخطابة في مساجد الوزارة، بالأول الذي يُثار الجدل حوله، فالداعية الإسلامي تعددت مواقفه السياسية منذ حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وحتى ليلة أمس التي اعتبر كثيرون الدعاء فيها مولاة لتنظيم الإخوان على حساب الدولة ودغدغة لمشاعر المصلين. وترصد "الوطن" مواقف "جبريل" السياسية في السطور التالية: مع رجال الوطني البداية كانت في معسكر الحزب الوطني وبالتحديد في العام 2010، فكان "جبريل" ورقة قوية لعب بها مرشحو الحزب في صراعهم مع جماعة الإخوان، ليقيم طلعت القواس، وغيره من مرشحي الحزب أمسيات دينية يحييها "جبريل" في مناطق عابدين ووسط البلد. جبريل والثورة لم يستمر الوضع كثيرًا وسرعان ما انتفض "جبريل" على الماضي فكان ضيفًا دائمًا على المتظاهرين خلال أيام الثورة، وفي يوم الجمعة 25 فبراير 2011، دعا "جبريل" إلى تدمير الحزب الوطني الذي وصفه ب"الفاسد" والذي زوّر الانتخابات البرلمانية، بحسب الشيخ، كما دعا رؤساء الصحف القومية والإعلام المصري إلى أن يغيّروا من سياساتهم، وغرس قيم الكرامة في نفوس الشباب. وطالب "جبريل" خلال خطبة الجمعة التي حملت شعار "الاستمرار" بإقالة وزير الداخلية، داعيًا إلى محاسبة رموز النظام السابق، مثل صفوت الشريف وزكريا عزمي وأحمد فتحي سرور. واستمر ظهور "جبريل" خلال خُطَب الجمعة بميدان التحرير طوال أيام الثورة، والتي كان أبرزها جمعة التنحي والشهداء، حيث أمّ جبريل جموع المصلين لأداء صلاة الجمعة بميدان التحرير، وظل يدعو دعاء القنوط لمدة نصف ساعة شدد فيها على هلاك الظالمين والطغاة. دعا لمرسي وتذكر شهداء رفح وبشار الأسد ومع حلول أول شهر رمضان في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، أمّ "جبريل" المصلين في يوم 15 أغسطس 2012 وخصص فيه قرابة ساعة لدعوات سياسية من بينها دعاءه للرئيس المعزول مرسي بالتوفيق والسداد، وأن يهيئ الله له البطانة الصالحة، كما تذكر شهداء الهجوم على نقطة عسكرية في رفح ودعا لأمهاتهم بالصبر والسلوان. ودعا "جبريل"، مرتين على الرئيس السوري بشار الأسد قائلًا "اللهم عليك بالطاغية بشار" وبعد نحو ثلث ساعة دعا عليه مرة أخرى مذكرًا بما حاق بالشعب السوري من ظلم وقمع على يديه وداعيا لنصرتهم ومؤبنا لشهدائهم. جبريل و"الأهلي" وفي يوم 1 فبراير 2013، وأثناء احتشاد الآلاف من شباب الأولتراس الذين فقدوا أصدقائهم في مذبحة بورسعيد فوجئ الجميع بوصول الداعية محمد جبريل، إلى مقر النادي الأهلي بالجزيرة ليحيي حفل تأبين الشهداء الذي أقامه مجلس إدارة النادي الأهلي. دعاءه لأنصار مرسي بمسجد الصيد وتعد الأزمة الحقيقية في تاريخ "جبريل" هو دعاءه لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، خلال أداءه صلاة التراويح بمسجد نادي الصيد في 28 يوليو 2013، لتتسبب كلمة جبريل "اللهم عليك بمن قتلوا الساجدين المصلين"، في وقوع اشتباكات بين عدد من مؤيديه ورواد النادي، ما جعل الأمن يتدخل ويُخرج جبريل من الباب الخلفي للنادي، ليحاط بعدها جبريل بدائرة حمراء ويواجه بقرارات بمنعه من الخطابة دون ترخيص. غاب عن ليلة القدر 2014 بعد حادثة نادي الصيد بقرابة عام كامل، تسبب "جبريل" في صدور قرار بوقف إمام مسجد عمرو بن العاص مصطفى حميدان، لتركه الشيخ محمد جبريل أثناء أداء صلاة العشاء والتراويح إمامًا بالمسجد الشهير أربعة أيام، ليتوجه "جبريل" بعدها إلى المملكة العربية السعودية ليحرم المصلين من الصلاة خلفه خلال ليلة القدر في رمضان العام الماضي. دعاء ليلة القدر ظهر الشيخ محمد جبريل هذا العام ليثير جدلًا كبيرًا، حيث دعا في صلاة التراويح التي أمّ فيها المصلين بمسجد عمرو بن العاص على من سمّاهم الظالمين والإعلاميين الفاسدين، كما دعا بفك أسر المحبوسين من الشباب. وعلق محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على دعاء الشيخ محمد جبريل، أمس في صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص، قائلًا: "الوجوه المتلونة تسقط واحدة تلو الأخرى"، مشيرًا إلى أن بعد هذا الموقف هو ليس خطيب، مناشدًا التليفزيون بوقف جميع أعمال محمد جبريل حتى يعتذر عما بدر منه، مضيفًا: "لن يسمح له بالإمامة في أي مسجد من مساجد الأوقاف، وتم إعادته إلى منزله اليوم".