"الناس استغربوا امبارح لما شافونى شايلة أنبوبة البوتاجاز على راسى ورايحه أملاها وقالوا ينفع أخت الريس تعمل كدا، قلت عادى واحد مننا"، هذا أول ما قالته لنا نادية عبد العاطى صباحى شقيقة حمدين صباحى المرشح الرئاسى، عندما زرنا بيت حمدين ببلطيم ليلة أول يوم انتخابى. البيت مكون من ثلاثة طوابق "بيت عادى جدا" غير مميز لا تشعر أنه بيت مرشح لرئاسة الجمهورية. فى "مندرة" المنزل جلس إخوة وأخوات وأقارب المرشح يتسامرون ويوزعون مهام أول يوم انتخابى، أما إدارة الحملة ببلطيم فاتخذت من شقة حزب الكرامة مقرا لها. شقيقته نادية ربة منزل 54 سنة متزوجة من محمد عامر عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة ببلطيم، ولديها 4 أبناء تصغر حمدين بثلاث سنوات فقط، تقول "أنا نصى حمدين والنص التانى إخوان"، لكن إذا كان حمدين طرفا فى أى انتخابات ضد الإخوان، فأنا كلى لحمدين أنا وزوجى وأبنائى، لكن أنا مع الإخوان فى كل شىء أو أى انتخابات إذا لم تكن ضد أخى. وتقول كان حمدين متفوقا جدا فى دراسته منذ المرحلة الابتدائية، وكان رئيس اتحاد الطلاب فى بلطيم فى الثانوية "طول عمره" وهو شخصية قيادية "حمدين اتولد رئيس"، وعندما ظهر فى مناظرته أمام الرئيس السادات وهو بالجامعة ورأيناه فى التلفزيون البلد كلها كانت فرحانه بيه وأدركنا أنه سيكون "حاجه كبيرة" والدتى كانت تخاف عليه كثيرا، وكانت تبكى فى كل مرة يدخل فيها السجن. حمدين رشح نفسه لانتخابات الرئاسة منذ عامين لأنه عندما زور أحمد عز الانتخابات ضده وانسحب حضر إلى البيت هنا 30 ألف من أنصاره وحلف يمينا، وقال لن يرثنا جمال مبارك وسأنزل انتخابات الرئاسة. نحن 11 أخا وأختا مات 3. حمدين هو اللى أحق بيها لأنه حرم من العمل بداخل مصر وفى الجامعة رغم أنه كان الأول على دفعته "واضطهد ياما". عبد ربه صباحى 68 سنة شقيق المرشح الأكبر يقول كنت موظفا بإدارة بلطيم التعليمية، وأنا الآن على المعاش وصاحب "دكان بقالة" على قد الحال. حمدين الأخ الوحيد الذى تعلم تعليم عالٍ، إنما بقية إخوته منهم من حصل على الدبلوم ومنهم من خرج من الإعدادية والابتدائية، وكان أبى ينصحه بالابتعاد عن السياسة. "لو حمدين بقى رئيس احنا هنفضل زى ما احنا ناس بسيطة على قد حالنا".