يتخذ بعض المتشددين من المساجد، مركزًا، لنشر أفكارهم التكفيرية والمتطرفة خصوصًا بين الشباب، ما يؤدي في كثير من الأحيان لانخراط عدد كبير من الشباب في صفوف الجماعات الإرهابية. ولمواجهة المد المتطرف، اتخذت بعض الدول العربية إجراءات لمحاربة الأفكار التكفيرية التي يتخذ أصحابها من المساجد مكانًا لنشرها. وترصد "الوطن" الدول التي تحركت لمحاربة التطرف: وزارة الأوقاف المصرية قررت مراجعة جميع مكتبات المساجد وإخراج الكتب المتطرفة منها، ومنع دخولها للمساجد مرة أخرى خصوصاً كُتُب قيادات الإخوان وشيوخ التطرف، كما منع إقامة صلاة الجمعة في الزوايا وقصرها على المسجد الجامع إلا للضرورة، ومنع غير الأزهريين من الخطابة، وكذلك إطلاق القوافل الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر والأوقاف لتجوب محافظات الجمهورية لنشر الفكر الوسطي المعتدل لمواجهة التطرف الديني، وترسيخ مبادئ التسامح والتكافل الإسلامي، والتأكيد على حرمة الدماء. في تونس، تواصل السلطات التونسية عملية تقنين أوضاع المساجد من أجل محاربة الخطاب الديني المتطرف، وتسعى الحكومة التونسية لتسوية أوضاع كثير من المساجد كي لا تتحول إلى بؤر استقطاب سياسي. وفي الجزائر، أعلنت السلطات الجزائرية عن وجود مخطط لديها لمراقبة المساجد بكامل التراب الجزائري منعًا لتشكل أي أنشطة أو معتقدات دينية تغذي التطرف والتشدد. ومن بين أبرز الإجراءات، التي كشف عنها الوزير الجزائري وتخص مراقبة المساجد: توحيد الخطاب الديني، ومراقبة الخطباء والأئمة، وإغلاق المساجد التي لا يوجد بها أئمة مسؤولين. ودعا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أحمد التوفيق، إلى ضرورة إبعاد السياسة عن الدين، وذلك في سياق تطبيق مرسوم صدر عن الملك محمد السادس يمنع بشكل مطلق أئمة المساجد والمرشدين الدينيّين من الانخراط في العمل السياسي والنقابي.