كشف الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ علم الأديان بجامعة القاهرة والباحث في الإسلام السياسي، عن فشل جميع القوى السياسية في الخروج من الدوامة السياسية التي تعيشها مصر في الوقت الراهن، قائلا "جميع القوى السياسية تتخبط وتعود دائمًا إلى حالة نقطة الصفر". وأضاف الخشت، خلال ورشة العمل التي نظمها مركز جامعة القاهرة للغات الأجنبية والترجمة حول الوضع السياسي الحالي فى مصر، أنه فى البداية "كان التصويت على بعض مواد دستور 71، ثم كأن التصويت لم يكن، وتم إصدار إعلان دستوري انتهى بالإلغاء، ثم تكوين الجمعية التأسيسية للدستور وتم حلها، ثم إعادة تكوينها ونحن في انتظار حلها". وأشار إلى أن "الشعب المصري الذي قام بانتخاب رئيسًا للجمهورية بعد ثورة 25 يناير يسعى الآن لإسقاطه"، واصفا أن ما يحدث على مستوى القوى السياسية يحدث على مستوى الشعب، "حيث يتم رفع الإشغالات ثم تعود في اليوم التالي، وهكذا كل شيء"، على حد تعبيره. وأرجع الخشت أسباب هذه الحالة إلى سيادة ثقافة "الأخوة الأعداء" على الساحتين السياسية والشعبية، "وهى ثقافة الغضب والعصبية والروح القبلية والاستئثار وتغليب المصالح الشخصية والحزبية والفئوية، فضلا عن سياسة الغلبة والتمكين"، موضحا "أصبح خيار الجميع هو خيار شمشون: عليّ وعلى أعدائي". وطالب الخشت رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى بعقد مؤتمر سياسى "وفق خطوات وآليات محددة للوصول إلى المصالحة الوطنية، وتشمل تلك الآليات تحديد المناطق المشتركة وتأجيل المختلف فيه لمدة عام، وتوقيع ميثاق شرف سياسى للعمل على أساسه، وكذلك الاتفاق على إشراك الكفاءات المهنية من القوى الوطنية فى إعادة بناء الدولة، بحيث يكون المعيار هو الكفاءة وسابق الخبرة، فضلا عن الاتفاق على أجندة الأولويات فى المرحلة القادمة والمرتبطة بمصالح الناس، مثل مكافحة الفقر والبطالة وحل مشكلات الطاقة والمرور والأمن الداخلى والخارجي، وتوفير رغيف العيش النظيف والرعاية الصحية للمواطنين والاهتمام بقضية التعليم". وأكد الخشت أنه "لا يكفي لقاءات ترضية أو اجتماعات بدون أجندة عمل"، مشددًا على حاجة البلاد لفكر جديد خارج مناطق الصراع التى أنهكت الجميع، فكر يكسب فيه الجميع ويشعر كل طرف بأنه شريك في مستقبل البلاد"، على حد قوله.