"أنا رايح ومش راجع المرة دي".. بهذه الكلمات ودع الشهيد المجند حسام جمال جمعة، ابن عمته عمرو أحمد صلاح، خلال حديثهما سويًا، قبل انتهاء إجازته التي قضاها مع أسرته، وسفره إلى موقع خدمته العسكرية بكمين "صدرة أبو حجاج" بالشيخ زويد، ليلقي الله شهيدًا بعدما افتدي بنفسه 26 من زملائه في الكمين في بطوله مطلقة. وكانت أسرة الشهيد، المقيمه في قرية البشوات بمركز إطسا، بمحافظة الفيوم، لا تعلم عن إبنها شيئًا بعد عدة أيام من وقوع حادث الهجوم الإرهابي، حتى تلقت نبأ استشهاده، وأخبرهم المستشار العسكري لمحافظة الفيوم، أن "حسام" استشهد خلال دفاعه عن أرض مصر، بعد تصديه لسيارة مفخخة، كانت تستهدف الكمين، وأطلق عليها النيران من سلاحه، وهو ثابت في مكانه، يدافع عن موقع خدمته. وانتظرت أسرة الشهيد وأهالي قريته، وصول جثمانه أول أمس، إلا أن المستشار العسكري، أبلغهم أنه لم يتبق من جسد الشهيد البطل إلا أشلاء، تم جمعها من موقع الهجوم الإرهابي على الكمين، وتم دفنها في مقبرة الشهداء الخاصة بالقوات المسلحة. وظهرت علامات القناعة والرضا بحكم الله علي أفراد أسرته، والإيمان بأن المجند راح شهيدًا للوطن، وله مكانة رفيعة لدى الجميع، ويعد الشهيد هو الإبن الثالث لوالده، من حيث ترتيب الأشقاء، حيث يكبره كل من باسم -24 سنة، ويارا- 21 سنة، بالإضافة إلى شقيقته الصغرى خلود جمال - ثانية ثانوي، حيث سبق له السفر إلى دولة ليبيا في الفترة من 19 يونيو 2013، وعاد إلى مصر في 25 نوفمبر 2014، وكان يعمل "سباك" هناك، قبل دخوله الخدمة العسكرية. ويروي ابن عمته، آخر حديثه دار بينهما في الإجازة الوحيدة التي حصل عليها، لرؤية والديه وأشقائه منذ أن إلتحق بالخدمة العسكرية في 1 ديسمبر 2014، حيث كان يشعر المجند بأنه سيكون شهيد الوطن، ويقول "عمرو" : حسام كان يشعر هذه المرة بالحزن ولكنه كان يحاول أن يخفيه، وكأنه كان يعلم أنه لن يعود إلينا. فيما أكد والد الشهيد، أنه فخور بنجله لأنه شجاع و"مات راجل "، وتصدى للسيارة المفخخة، دفاعًا عن زملائه وعن وطنه، ضد الإرهاب، واستشهد وهو يؤدي عمل بطولي في خدمة وطنه، وأضاف أنه يحتسبه شهيدًا عند ربه، متوجهًا بالدعاء الله أن يوفق الرئيس عبدالفتاح السيسي، وينصره على الإرهاب، وأن يجعله حاميًا للبلاد. وكان المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، أخبر والد الشهيد بإطلاق اسم نجله على مدرسة إطسا الصناعية، فضلًا عن إقامة عزاءً شعبيًا له في القرية لتكريمه.