"أنا رايح ومش راجع المرة دي".. بهذه الكلمات ودع الشهيد "المجند" حسام جمال جمعة، من مواليد قرية "البشوات" مركز إطسا، محافظة الفيوم، ابن عمته عمرو أحمد صلاح، خلال حديثهما سويًا، قبل عودته من إجازته التي قضاها مع أسرته، إلى خدمته العسكرية بكمين "صدرة أبو حجاج" بالشيخ زويد في شمال سيناء، حسب كلامه، ليتحول إلى بطلاً من أبطال شهداء القوات المسلحة. كانت أسرة الشهيد، لا تعلم عن ابنها شيئًا، لعدة أيام بعد وقوع حادث الهجوم الإرهابي على كمائن القوات المسلحة والشرطة في منطقة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، حتى تلقت نبأ استشهاده في الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء، حيث أخبرهم المستشار العسكري لمحافظة الفيوم، بأن "حسام" استشهد خلال دفاعه عن أرض مصر، حيث تصدى لسيارة مفخخة، كانت تستهدف الكمين، وأطلق عليها النيران من سلاحه، وهو واقف في مكانه، يدافع عن مكان خدمته بالكمين العسكري. وانتظرت أسرة الشهيد وأهالي قريته، اليوم، وصول جثمانه، إلا أن المستشار العسكري لمحافظة الفيوم، أبلغهم بأنه لم يتبق من جسده إلا رفات، تم جمعها من موقع الهجوم الإرهابي على الكمين الذي كان يتولى حراسته، حيث تم دفنها في مقبرة الشهداء الخاصة بالقوات المسلحة، وظهرت علامات القناعة والرضا بحكم الله، والإيمان بأن المجند راح شهيد الوطن، وله مكانة رفيعة لدى الجميع، دفعت أسرة الشهيد إلى حالة من التماسك والعزيمة وقوة الإيمان بأن ابنهم شهيد الوطن. ويعد الشهيد هو الإبن الثالث لوالده، من حيث ترتيب الأشقاء، حيث يكبره كل من (باسم-24 سنة)، و(يارا- 21 سنة)، بالإضافة إلى شقيقته الصغرى (خلود جمال-ثانية ثانوي)، حيث سبق له السفر إلى دولة ليبيا الشقيقة في الفترة من 19 يونيو 2013، وعاد إلى مصر في 25 نوفمبر 2014، وكان يعمل "سباك" هناك، قبل دخوله الخدمة العسكرية. ويروي ابن عمته، آخر حديثه مع الشهيد "حسام" في الإجازة الوحيدة التي حصل عليها، لرؤية والديه وأشقائه، منذ أن التحق بالخدمة العسكرية في 1 ديسمبر 2014 ، حيث كان يشعربأنه سيكون شهيد الوطن، ويقول "عمرو" : في كل إجازة كان يقول " أنا لازم أرجع خدمتي، من أجل الدفاع عن البلد والقصاص لحق صديقي الشهيد في حادث سابق بقرية تطون، على يد الإرهابيين في سيناء". وأضاف "عمرو" أن قريبه كان يشعر هذه المرة بالحزن ولكنه يحاول أن يخفيه، وكأنه كان يعلم أنه لن يعود إلينا إلا شهيدا، مشيرا إلى أن الشهيد، كان خيرا وله أعمال بطولية كثيرة من زيارة المرضى، والسؤال عنهم، وخدمة الأيتام والأرامل، لذلك كان محبوبا جدا بين أهالي القرية، وعائلته. فيما يؤكد والد الشهيد، أنه فخور بنجله لأنه شجاع، وتصدى للسيارة المفخخة، دفاعا عن زملائه وعن وطنه، ضد الإرهاب، واستشهد وهو يؤدي عمل بطولي في خدمة وطنه، وأضاف أنه يحتسبه شهيدا عند ربه، موجها رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن ينصره الله على الإرهاب، وأن يجعله حاميا للبلاد. كان المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، أخبر والد الشهيد بإطلاق اسمه على مدرسة إطسا الصناعية، وإقامة عزاء شعبي له في القرية، مساء غدٍ الأربعاء، تكريما له.