تتسوق "أم كامل" داخل سوق "السبت" بمدينة بيلا كفرالشيخ، تمر من أمام عربة ليمون الست "جمالات" دون النظر إليه، فزيادة سعره الجنوني الذي وصل 25 جنيهًا بمدينتها، وفي محافظات أخرى ل35 و40 جنيها، دفعها كي لا تسأل عن ثمنه ولا تفكر في شرائه، إلى أن سمعت "جمالات" تنادي على زبائنها قائلة: "قرب ومش هتخسر.. الليمون الصغير ب2 والكبير ب4 جنيه"، فتوقفت في مكانها لتكتشف السر. طقوس جمالات محمد (39 عاما)، أثناء فترات غلاء الأسعار بالسوق، ألا يزيد سعر "ليمونها" ولو جنيه عن المعتاد، حتى بعد الارتفاع المبالغ والمباغت في أسعار الليمون، تقول جمالات: "بقالي 3 سنين ببيع الليمون في السوق، وعمري ما زودته على الزبون، طول الوقت ببيع الصغير ب2 جنيه والكبير ب3، لأني زارعة شجرة ليمون قدام البيت عندي، وقت الغلا ببيع منه، والأيام العادية بشتريه من التاجر زي غيري". السر الذي كشفته "جمالات" عن أسباب عدم استغلالها بزيادة أسعار الليمون هذه الفترة، لم يكن يعرفه زبائنها بالمدينة، "الليمون عمر ما وصل ثمنه للسعر ده أبدًا، آخره يوصل 6 جنيه وكده يبقى غالي وعلى حسب المناطق، عشان كده زبايني مكانوش يعرفوا إني مش هغلي عليهم لما وصل ثمنه 25 جنيه في السوق عندنا، فبقيت انادي من قدام الفرشة على سعره عشان الناس تعرف إني ببيعه بتمنه، ومش معلقة ورقة عشان الزباين ميفتكروش إني بجر رجلهم وبس". لم يتوقف زبائن "جمالات" على أهالي مدينتها بيلا فقط، لكن أصبح يقصدها أهالي القرى المجاورة، بعد أن عرفها الجميع، لعدم استغلالها زيادة سعر الليمون في هذا التوقيت: "أنا بقيت أشهر من نار على العلم في كفرالشيخ كلها، بيجيلي ناس تشتري مني من الحامول والكراكات وأكتر من مكان، لدرجة ان زبايني في بيلا بقوا يشتروا مني الليمون ويبعتوه لمعارفهم في القاهرة"، مضيفة "عمري ما فكرت ابيع حاجة غير الليمون ولا ازود على زبايني ثمنه، لأن البياع سمعه ويكفيني ان الناس من آخر الدنيا بيشتروا مني".