قالت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها نشر اليوم، إن طريقة معاملة المهاجرين وطالبي اللجوء واللاجئين في ليبيا ازدادت سوءا منذ نهاية حرب عام 2011 التي انتهت بالإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي. وكشف التقرير، الذي يستند إلى زيارات قامت بها لجان تقصي حقائق إلى ليبيا الصيف الماضي عن أن "المواطنين الأجانب غير الموثق وجودهم في ليبيا معرضون لخطر الاستغلال والاحتجاز التعسفي و لأجل غير مسمى، فضلا عن تعرضهم للضرب وأحيانا يصل الأمر إلى حد التعذيب". وخلال حكم القذافي الذي امتد ل42 عاما، عاش الرعايا الأجانب - لا سيما القادمون من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا - في ظل "غموض السياسات المتقلبة والخوف من الاعتقال التعسفي والاحتجاز لأجل غير مسمى، والتعذيب وغير ذلك من الانتهاكات"، حسبما ذكرت المنظمة. لكن، عقب حرب 2011، أصبح الوضع "سيئا مع وجود مناخ عام من الفلتان الأمني، وفي ظل استمرار المليشيات المسلحة القوية في العمل خارج إطار القانون، وفشل السلطات في معالجة العنصرية وكراهية الأجانب". وقد ازداد الوضع سوءا نتيجة لوجود "اعتقاد على نطاق واسع بين الليبيين" أن من يطلق عليهم المرتزقة الأفارقة تم توظيفهم في الحرب من قبل أنصار القذافي. وقالت المنظمة: "إنه لمن العار أن الانتهاكات التي كانت ترتكب أثناء حكم القذافي ضد الأجانب، ولا سيما هؤلاء القادمون من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، قد استمرت بل وتفاقمت". وحثت المنظمة السلطات الليبية على الاعتراف بمدى سوء المعاملة من قبل الميليشيات وعلى اتخاذ تدابير لحماية جميع الرعايا الأجانب من العنف وسوء المعاملة، بغض النظر عن أصلهم أو وضعهم المتعلق بالهجرة". وقالت المنظمة إنه في ضوء اعتماد ليبيا على العمالة المهاجرة، فإنه يتعين على السلطات الليبية اتخاذ تدابير فعلية لمعالجة العنصرية وكراهية الأجانب. ويتعرض المهاجرون وطالبو اللجوء واللاجئون في ليبيا إلى خطر الاعتقال والاحتجاز في الشوارع والأسواق وعند نقاط التفتيش أو في منازلهم، حسبما ذكر التقرير. يشار إلى أن بعض الرعايا الأجانب تعتقلهم الشرطة الليبية، لكن معظمهم تقبض عليهم ميليشيات مسلحة. وكان الرعايا الأجانب في ليبيا عرضة أيضا للابتزاز المالي والاستغلال والسخرة داخل وخارج أماكن احتجازهم. وقالت منظمة العفو الدولية إنها زارت تسعة مراكز اعتقال في ليبيا ما بين شهري مايو وسبتمبر، وكانت تلك المراكز تؤوي 2700 من الرعايا الأجانب في ذلك الوقت. وأخبر المحتجزون، الذين كان من بينهم نساء حوامل وأطفال لا يرافقهم أحد، منظمة العفو الدولية بأنهم تعرضوا للتعذيب وغير ذلك من أنواع سوء المعاملة، بما في ذلك الضرب. يذكر أن المحتجزين تعرضوا للضرب بشكل متكرر ولفترات طويلة وكانت تستخدم في ذلك أدوات مختلفة مثل الأسلاك المعدنية وخراطيم مطاطية وعصي وأنابيب مياه. وقالت المنظمة إن العديد من المحتجزين كشفوا عن ندبات أو كدمات مؤيدة لإفاداتهم.