قال د. صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام عضو لجنة التشريعات الإعلامية، إن الإعلام المصرى يفتقر لإدارة مرنة وسريعة فى تغطية الأحداث المهمة والساخنة، خاصة العمليات الإرهابية التى وقعت وتقع فى شمال سيناء، مما جعل المواطن يقع فريسة لشائعات وسائل الإعلام العربية والغربية، وإلى نص الحوار: ■ فى البداية.. ما تقييمك لتغطية الإعلام المصرى لأحداث سيناء؟ - فى الواقع لدينا مشكلة كبيرة جداً فى إدارة الإعلام الرسمى، سواء قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتليفزيون أو وكالة أنباء الشرق الأوسط، خاصةً أنه يعتمد فى شأن الأخبار التى تتعلق بالقوات المسلحة على البيانات الرسمية والمعلومات التى ترد فى الموقع الرسمى للقوات المسلحة فقط، دون إدارة إعلامية أو صحفية مرنة لتغطية الأحداث ومتابعة الموقف ميدانياً ولكن إعلامنا لا يزال يتعامل بمنطق الخمسينات والستينات. ■ لكننا فى حالة حرب، وبالتالى فمن المنطقى أن نعتمد على البيانات الرسمية فقط حتى لا تحدث بلبلة أو تؤثر على معنويات الشعب والقوات؟ - سنفترض أننا فى حالة حرب، فى هذه الحالة يجب على الإدارة الإعلامية هنا أن تنتقل لإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، بحيث تتم مراجعة الأعمال الصحفية أو الإعلامية الميدانية قبل بثها أو نشرها، لأنه لا يمكن أبداً أن تتنوع الأحداث وتتكاثر الشائعات وتتنوع العمليات الإرهابية فى كل مدن شمال سيناء، وتتناقل المواقع كثيراً من المواقف المصطنعة والمختلقة التى تعظم من القوى الإرهابية، وتكتفى الشئون المعنوية للقوات المسلحة ببيان رسمى وحيد جاء متأخراً ومقتضباً وملخصاً لأحداث كثيرة متصاعدة. ■ إذا كان الإعلام المصرى فشل فى التغطية.. برأيك كيف يتم تدارك ذلك؟ - لا بد من تكرار وتنوع البيانات العسكرية الرسمية التى تصل إلى وسائل الإعلام الجماهيرية، ومواقع التواصل الاجتماعى لشرح وتفسير وتحليل كل الأحداث والمواقع فى مدن شمال سيناء، فضلاً عن ضرورة الرد على الإعلام المضاد ودحض الشائعات المغرضة ببيانات تتناول استمالات إقناعية تنير الرأى العام، وتجعله أكثر هدوءاً، ولا تتركه فريسة للمخاوف والشائعات التى تنطلق من الإعلام المضاد ومن مواقع التواصل الاجتماعى. ■ لكن صفحة المتحدث الرسمى للقوات المسلحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» نشرت أكثر من بيان أمس الأول؟ - للأسف الشديد فصفحة المتحدث الرسمى لا يتابعها الجمهور العام، أى المواطنون الذين لا يوجد لديهم إنترنت أو لا يتابعونه، وبالتالى تركنا الرأى العام المحلى والإعلام الغربى نهباً لشائعات الإعلام المضاد، فضلاً عن ذلك كان يجب تفسير وتحليل كل البيانات والمعلومات المتاحة لدى المتحدث الرسمى فى بيانات رسمية تصل لوسائل الاتصال الجماهيرية حتى تتحقق عمومية التقديم والانتشار، وفى نفس الوقت يمكننا من دحض وتفنيد كل أسباب وأساليب الدعاية المضادة. ■ ما أبرز شىء رصدته فى الإعلام المضاد؟ - لقد رصدت أكثر من 12 استمالة إقناعية مضادة تثير المخاوف حول المواقع والأحداث التى وقعت فى الشيخ زويد وفى مدينة رفح وغيرهما من مدن شمال سيناء، وللأسف الشديد لم تستطِع الإدارة الإعلامية المصرية التى اعتمدت على البيان الرسمى الوحيد للقوات المسلحة التغطية، وأخذت تعيده وتكرره دون متابعة وتدقيق ورصد لأشكال وأساليب الإعلام المضاد والإعلام الغربى ووسائل التواصل الاجتماعى التى يتعرض لها الجمهور البسيط.