8 أيام مرت من رمضان، قضت في هدوء وسكينة، سعى خلالها المسلمون في كافة أنحاء العالم، إلى التقرب من الله والاعتكاف في المساجد، لتأتي الجماعات الإرهابية وتقطع الجو الروحاني للشهر الكريم، بعدة هجمات إرهابية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. ودعا أبومحمد العدناني المتحدث باسم "داعش" الإرهابي، الثلاثاء الماضي، عناصر التنظيم في مختلف المناطق، لتنفيذ عمليات إرهابية في شهر رمضان، بعنوان "غزوة رمضان"، على غرار الغزوات النبوية، ليحصد العدناني استجابة سريعة من قبل أنصار التنظيم المتطرف، ويسقط عشرات الضحايا حول العالم في هجمات تنباها التنظيم. وشهدت تونس، سقوط أكثر من 30 قتيلًا، في عملية إرهابية نفذها انتحاري، يحمل راية التنظيم، في فندقين في مدينة "سوسة"، ما دفع رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد، إلى اتخاذ إجراءات جديدة في مجال مكافحة الإرهاب، أعلن عنها في مؤتمر صحفي، أهمها فتح تحقيق وإجراء تقييم شامل وتحديد مسؤولية الوزراء والأمن في الواقعة، وغلق 80 مسجدًا "غير قانوني" خلال أسبوع، وإخضاع تمويل الجمعيات لمراقبة الدولة، كما حدد سبتمبر المقبل لعقد مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب. كما دعا الصيد، قوات جيش الاحتياط للحضور لدعم الوجود الأمني، وإعلان عدة مناطق جبلية مناطق عسكرية مغلقة على غرار سمامة والمغيلة، وتسليح الأمن على الشواطئ، فضلًا عن تكثيف المداهمات والمتابعة للخلايا النائمة في إطار احترام القانون، ورصد مكافآت مالية لمن يدل على الإرهابيين، ودعوة كل الأحزاب إلى قصر الحكومة لتعزيز الوحدة الوطنية. ونالت الكويت، نصيبها من تلك الأحداث، التي فجر فيها انتحاري تابع ل"داعش" مسجد الإمام الصادق الشيعي بمنطقة الصوابر، وأسفرت عن سقوط ما يزيد عن 27 قتيلًا، عززت على إثرها السلطات الكويتية، إجراءاتها الأمنية ورفع الحالة القصوى، بخاصة حول المنشآت النفطية في الإمارة. كما تمكنت وزارة الداخلية الكويتية، من القبض على عدد من المشتبه فيهم في تنفيذ العملية الإرهابية، ويعتقد أنه مالك السيارة التي أقلت منفذ الهجوم. وفي فرنسا، التي شهدت نصيبًا من التفجيرات، شن جهادي هجومًا على مصنع الغاز قرب منطقة ليون وسط شرق فرنسا، وكان يرفع علمًا جهاديًا، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرون بجروح، قطع على إثرها الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند، زيارته لبروكسل لعقد قمة أوروبية، الذي عقد اجتماعًا وزاريًا مصغرًا لرئيس الوزراء ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية والعدل في قصر الإليزية. ورفع الرئيس الفرنسي درجة التأهب الأمني في منطقة رون ألب إلى الحد الأقصى لمدة 3 أيام، مؤكدًا أن الشركة الفرنسية ستتوصل إلى الجاني في أقرب وقت. كما أمر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، ب"التعبئة الفورية" لقوى حفظ النظام، لضمان التشديد الأمني في منطقة ليون.