أعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أن "قرار الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يؤكد على الدعم التام لمسعى منظمة التحرير الفلسطينية للحصول على وضع دولة غير عضو في الأممالمتحدة، من خلال تقدمها بمشروع قرار في 29 نوفمبر الجاري للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما قرر المجلس تقديم شبكة أمان للسلطة الفلسطينية بمقدار 100 مليون دولار شهريا، وحث الدول غير المعترفة على الاعتراف بفلسطين، ودعوة مجلس الأمن إلى الاستجابة لطلب فلسطين بالحصول على العضوية الكاملة". من جهته، أكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء دولة قطر وزير الخارجية رئيس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية، خلال المؤتمر الصحفي مساء اليوم، أن اللجنة "عقدت اجتماعا لمناقشة دعم المعارضة السورية في ضوء الاتفاق الذي تم في الدوحة وتمخض عنه تشكيل ائتلاف بين المعارضة السورية". وأعلن وزير الخارجية القطري أن المجلس الوزاري العربي "اعترف بائتلاف المعارضة السورية كممثل شرعي للمعارضة السورية". ونوه بأن ""القرار رحب بالاتفاق الذي تم في الدوحة برعاية أمير قطر، ووجه الشكر لدولة قطر على استضافتها لمؤتمر المعارضة. تضمن القرار دعوة باقي أطياف المعارضة السورية للانضمام للائتلاف لكي يكون جامعا لهم، وحث المنظمات الدولية والإقليمية للاعتراف به واعتباره الممثل الشرعي للمعارضة السورية. ودعا مجلس الجامعة العربية لتقديم الدعم المادي لهذا الائتلاف، والتأكيد على دعم مهمة الإبراهيمي ودعوة ائتلاف المعارضة إلى الدخول في حوار كبير معه، للاتفاق على خطوات عملية الانتقال السلمي للسلطة وفقا لوثيقة مؤتمر جنيف، ومن خلال وضع مجلس الأمن لجدول زمني للانتقال يتم تنفيذه في سوريا، وكذا دعوة قرار من مجلس الأمن وفقا للبند السابع لوقف إطلاق النار، وهو البند الذي لاقى تحفظاً من الجزائر والعراق، وكان تعليق لبنان هو أنها "تنأى بنفسها عن ما يخص الشأن السوري". وفيما يتعلق بالسودان أوضح وزير الخارجية القطري، أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة عربية لدراسة الموقف القانوني والإستراتيجي نتيجة تكرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية، التي لا ترى وجود رادع لهم. وردا على أسئلة الصحفيين، أكد العربي أن اتهامات الحكومة السورية له بمحاولة هدم الدولة السورية، "هي اتهامات لا تستحق الإجابة والرد"، مشددا على أن "كل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية تنص علي ضرورة الحفاظ على السيادة والسلامة الإقليمية لسوريا". بينما علق وزير الخارجية القطري على وصف استضافة قطر لاجتماع المعارضة السورية بأنه جاء استجابة للضغوط الأمريكية، قائلا "إذا عملنا شيئا قالوا بضغط أمريكي وإذا لم نفعل قالوا بضغط أمريكي.. وهناك اتفاق منذ أكثر من سنة على توحيد المعارضة، وتوصل الأمين العام والمعارضة لاتفاق يجمع المعارضة السورية خلال اجتماعهم في القاهرة، وطبيعي أن تكون المعارضة مختلفة في أفكارها ونحن فقط والجامعة العربية حضرنا لهم الأرضية لكي تكون هناك معارضة يتحدث معها العالم بعنوان واحد". وحول وجود تهديدات إيرانية لقطر، نتيجة اضطلاعها لدور في الأزمة السورية، قال حمد "كل ما يثار هو ضجة إعلامية وبيننا صداقة وعلاقات احترام متبادل وتعامل بشكل ندي، وهي مستمرة بهذا الشكل وهناك خلاف بين وجهات النظر في عدة قضايا، وإيران دولة مهمة تجمعنا بها علاقة صداقة وأخوة". وأكد الوزير القطري أن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي "بينهما تطابق في المواقف بخلاف التحفظ العراقي والجزائري واللبناني علي القرارات الخاصة بسوريا"، وأوضح حمد أن دعوة الأمير القطري لتدخل قوات عربية كان المقصود به "قوات عربية لحفظ الأمن والسلم، وهي فكرة يجب أن يفكر فيها العرب، والاتحاد الإفريقي سبقنا في مثل هذه المواقف، ودائما نستعين بالغير لأننا غير جاهزين، ويجب أن نفكر بتشكيل تلك القوة أسوة بالاتحاد الإفريقي". من جهته، أكد وزير الخارجية اللبناني رئيس الدورة الحالية للمجلس أن لبنان "ينأى بنفسه منذ بداية الأحداث"، وأضاف "ذلك ينبع من الخصوصية التاريخية والجغرافية والعائلية والسياسية.. لأننا لا نريد أن نكون طرفا فيما يجري، وكنا نقول إن الحوار هو الحل الوحيد، وإن أي عمل عسكري سيؤدي إلى عواقب وخيمة عانى منها لبنان فيما سبق، لبنان يعرف حق المعرفة ما كان يجري وما يمكن أن يجري، دفعنا الثمن غالي في حرب 15 عاما في البنية التحتية وما غير ذلك، قلنا منذ البداية التدخل في سوريا سيعيق الأزمة ويعقدها، وتبين اليوم أن سوريا تدخل في حلقة مفرغة من الدمار الشامل تدفع ثمنها سوريا وشعبها، والحل يأتي من الداخل السوري".