تجمع آلاف المواطنين، اليوم، فوق أحد أطول الجسور الأمريكية، لتشكيل سلسلة بشرية، تعبيرًا عن تضامنهم مع ضحايا مجزرة الكنيسة في تشارلستون الأسبوع الماضي. ومن تشارلستون إلى ماونت بليزينت، وقف هؤلاء في خط طويل فوق نهر كوبر، ليشكلوا ما أطلق عليه المنظمون "جسرًا من أجل السلام وسلسلة الوحدة"، على نحو 4 كيلو مترات. وقبل بدء الفعالية، قال جاي جونسون رئيس حراك: "حياة السود مهمة، وليست حياتهم وحدها المهمة بعد الآن، بل حياة الجميع، نحن موحدون من أجل الإنسان". وخلال أيام قليلة، نظمت نساء بالتعاون مع رئيس شرطة ماونت بليزينت الفعالية، وجرى الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبرت إحدى المنظمات دورسي فيربارن، أن الحضور الكبير يعبر فعليًا عن كل شيء"، وعزفت الموسيقى وتليت الصلوات، فيما كانت السيارات التي تمر على الجسر، تطلق أبواقها للتعبير عن تضامنها. ووجه الاتهام الجمعة الماضي، لديلان روف (21 عاما) من كارولاينا الجنوبية، بارتكاب 9 جرائم قتل بدم بارد في كنيسة عمانوئيل الإفريقية الأسقفية الميثودية الأربعاء الماضي، وقال روف للشرطة لدى استجوابه، إنه يريد "إعلان حرب عنصرية". وروف الذي فر بعدما ارتكب المجزرة الأربعاء، قبض عليه الخميس الماضي في ضواحي كارولاينا الشمالية ووضع في الحبس الانفرادي. وفتحت الكنيسة التاريخية أبوابها للأمريكيين الأفارقة، بعد 3 أيام من المجزرة، التي ساهمت في تأجيج التوتر العنصري في الولاياتالمتحدة، وفي تجدد الدعوات إلى إصلاح قانون حيازة الأسلحة. وبعد صعودهم على جسر أرثور رافنيل وإمساكهم بأيدي بعض، وقف المشاركون 9 دقائق صمت، دقيقة لكل من ضحايا جريمة كنيسة عمانوئيل الإفريقية الأسقفية الميثودية. والجسر، الذي أطلق عليه اسم أرثور رافنيل السياسي من كارولاينا الجنوبية، الذي وصف "المؤسسة الوطنية للارتقاء بالسود" ب"المريضة عقليا"، هو ثالث أطول جسر في القارة الأمريكية. وبدت الأجواء أكثر فرحا من تلك التي سيطرت أمس على أول صلاة استمرت لساعتين في الكنيسة التاريخية، وارتفعت أصوات الأغاني على الجسر، وتعانق المشاركون والتقطوا الصور وكتبوا رسائل تعزية بالطبشور على الرصيف، ورفعوا أيديهم تحية لسفن صغيرة كانت تمر في النهر رافعين الإعلام الأمريكية. وقال أحدهم: "هكذا هي أعمال الشغب في تشارلستون"، في إشارة إلى أجواء الفرح فوق الجسر. وتناقض هذا الحضور القوي في السلسلة البشرية، مع تظاهرة في حديقة قريبة من الكنيسة بعنوان "الدفن الأخير لتفوق البيض"، لم يشارك فيها سوى 40 شخصا. وفي التظاهرة، ربط المتحدثون العنصرية بغياب العدالة الاجتماعية، واستجابوا للشرطة التي طلبت منهم عدم التسلق على تمثال يعود للقرن التاسع عشر لسياسي من كارولاينا الجنوبية دعم تجارة العبيد. وفي حديقة أخرى في تشارلستون، جرى أمس تخريب نصب تذكاري لمقاتلي الكونفدرالية في الحرب الأهلية بالطلاء الأحمر. وتشارلستون، المدينة التي أطلقت منها أول رصاصات الحرب الأهلية، تعتبر رمزًا للولايات الكونفيدرالية الأمريكية. وخلافًا للأعلام الأمريكية وأعلام الولايات، لم ينكس العلم الاتحادي في كولومبيا عاصمة الولاية بعد المجزرة، وقال مسؤولون إنه للقيام بذلك يجب الحصول في كارولاينا الجنوبية، على موافقة المجلس التشريعي للولاية. وفي حين يعتبر البعض علم حقبة الحرب الأهلية رمزًا لإرث المنطقة الجنوبية، يعتبره آخرون من البيض والسود رمزًا للعنصرية ونظرية تفوق البيض.