حادث عنصري جديد يضرب إحدى ولايات أمريكا، ليؤكد أن العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء لا تزال مستمرة بل تتزايد في عصر الرئيس الأسود "باراك أوباما"، حيث تصاعدت في الفترة الأخيرة الحوادث العنصرية سواء كان بطلها الشرطة الأمريكية أو المواطنين البيض على خلفية أفكار عنصرية وكراهية للمواطنين السود. شهدت مدينة "تشارلستون" بولاية كارولينا الجنوبية جنوب شرقي الولاياتالمتحدة، حادث عنف عنصري راح ضحيته مواطنون من ذوي البشرة السمراء، حيث أعلنت الولاياتالمتحدة مقتل تسعة أشخاص في هجوم بإطلاق نار داخل كنيسة "عمانوئيل الأفريقية الأسقفية الميثودية" والتي تعد أقدم الكنائس ميثودية في جنوبالولاياتالمتحدة، يرتادها مواطنون أمريكيون من أصل أفريقي، ووقع الاعتداء خلال جلسة لدراسة الإنجيل في كنيسة عمانوئيل بمدينة تشارلستون. انتفض الشارع الأمريكي إثر الحادث الذي يعد حلقة في سلسلة من الحوادث العنصرية، ومع انتفاضت الشارع الأمريكي بدأت الشرطة الأمريكية المحلية وأفراد مكتب التحقيقات الفدرالي عملية أمنية واسعة النطاق بحثًا عن مطلق النار، والذي أعتقدت الشرطة أنه أبيض البشرة، ونشرت صورًا له التقطتها كاميرات المراقبة في الكنيسة. بالفعل بعد الحادث بساعات قليلة أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن السلطات ألقت القبض على المشتبه به في إطلاق النار داخل كنيسة عمانوئيل وسط مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولاينا، وذكرت أن المشتبة به يدعى "ديلن ستورم روف" ويبلغ من العمر 21 عام، وتم اعتقاله في شلبي بنورث كارولاينا، على بعد 245 ميلا من موقع الاعتداء، ونقلت السلطات الأمريكية المشتبه به إلى مركز اعتقال في "تشارلستون"، وأظهرت مشاهد تلفزيونية عنصرين من الشرطة يكبلان شابًا تتشابه مواصفاته مع تلك التي اعلنتها الشرطة للمشتبه به، بأنه ابيض في أوائل العشرينات. https://twitter.com/saeed_ahmed/status/611476378131820544/photo/1 اثبت البحث أن الشاب المشتبة به نشر صورًا له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وهو مرتديًا سترة تحتوي على علمين، الأول علم لنظام الفصل العنصري القديم في جنوب أفريقيا المعروف باسم نظام "الأبارتهايد"، والآخر علم خاص بمنطقة كانت تعرف باسم "روديسيا" كانت واقعة تحت سيطرة البيض في إفريقيا وموقعها الآن دولة "زيمبابوي"، ما يشير إلى أن الشاب لديه ميول عنصرية مسبقة. وقال شهود عيان على الواقعة أنه كان يردد عبارات عنصرية وهو يطلق النار على المتواجدين في الكنيسة مرددًا "أنتم اغتصبتم نسائنا، أنتم استوليتم على بلادنا، عليكم أن ترحلوا"، وقد أشارت الشرطة أن للمشتبه به سجلا إجراميًا سابق متعلق بجرائم مخدرات وتعدي على ممتلكات الغير. كشفت السلطات الأمريكية أن ست نساء ومشرعًا ديموقراطيا بين ضحايا إطلاق النار، وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن المشرع يدعى "كليمونتا بينكني" وهو قس في الكنيسة وعضو ديموقراطي في مجلس شيوخ الولاية. تجمع عشرات من الشبان البيض والسود بهدوء أمام كنيسة عمانوئيل في تشارلستون، وأعلنت المدينة أنها ستقيم صلاة عن أرواح الضحايا التسع اليوم الجمعة، وفي نيويورك، اقيم تجمع تكريمًا للضحايا التسع وتمت تلاوة اسمائهم بعد دقيقة صمت. وصف قائد شرطة مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا "جريجوري مولين"، حادث إطلاق النار بأنه "جريمة كراهية"، وقال "إن من المتعذر فهمه في مجتمع اليوم أن يدخل شخص إلى كنيسة ويزهق أرواح أشخاص يؤدون الصلاة"، فيما علًق عمدة المدينة "جو ريلي"، أن الدافع الوحيد لاقتحام كنيسة وإطلاق النار على مصلين هو الكراهية، إنه "حادث جبان". https://www.youtube.com/watch?v=cTR_0F0Fiwc من جانبه ندد الرئيس "باراك أوباما" بأشد العبارات بهجوم كنيسة تشارلستون في ولاية ساوث كارولينا، وقال الرئيس الأمريكي، إن "باستطاعتنا وضع حد لمثل هذه المآسي وإغلاق الكثير من المسارات التي تؤدي إليها"، وأوضح "أوباما" أن "مشاعر الكراهية تهدد حرياتنا ومثلنا والديمقراطية"، مشيرًا إلى رمزية كنيسة تشارلستون في مسلسل إنهاء العبودية في الولاياتالمتحدة، وأفاد "أوباما" بأن التحقيق جار لمعرفة ملابسات القضية، داعيًا إلى العمل بقوة لتحقيق الحلم الأمريكي. لا تكاد أمريكا تفيق من حادث عنصري مأساوي حتى يضربها أخر أكثر عنفًا وبشاعة وعنصرية، حتى بات واضحًا أن "تفتيت مظاهر العنصرية والتفرقة بين ذوي البشرة البيضاء والسوداء" ما هي إلا شعارات أطلقها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" خلال حملته الرئاسية لكسب أصوات الفريقين بها، فتأتي هذه الحوادث العنصرية لتثبت استمرار المنهاج العنصرى في أمريكا، وأن جذور التفرقة العنصرية لاتزال تضرب بفروعها المجتمع الأمريكي.