شارع ضيق خلف مسجد السيدة عائشة يتفرع منه شارع المزاريب، أرض ليست مستوية ومنازل على جانبي الحارة الضيقة يعمه الهدوء بالنسبة لضوضاء هذه المنطقة، تظهر مئذنة طويلة بالنقوش الإسلامية وسط العمارات التي لم تتعدَ الدورين، باب خشبي أهلكه الزمن أعلى درجتين من السلالم الحجرية. تنظر من أحد فراغات الشبابيك الإسلامية المتهالكة، قد ترى ضريحًا مهجورًا لأحد الأولياء التي طلت كراماته في القرن التاسع الهجري، وتبرك به أهل الحي، ولم يبقَ منه سوى جدار عالٍ حوله وفراغ داخلي متسع تكسوه الأتربة وباقية خشبية وحجارة، بنى مسجد "بدر الدين الونائي"، عام 902 هجريًا بالقرب من باب القرافة ويوجد بداخله ضريح الشيخ بدر الدين أحد المماليك من العصر المملوكي. على بُعد خطوات قليلة، باب خشبي آخر تدخل منه على درجات من السلم الذي يؤدي إلى الزاوية التي أقامها أهل الشارع حتى يقيموا فيه الصلوات، كي لا يصبح أحد بيوت الله مهجورًا لا يتردد عليه أحد، يفتح عامل المسجد مع الصلوات الخمس يوميًا، والتي يؤمُّها الشيخ كمال العناني، إلا تضفي روحانيات شهر رمضان الكريم أي تغيرات على المسجد المتهالك، سوى توافد عدد قليل من أهل الشارع.