في قلب قرافة الإمام الشافعي بمنطقة الفسطاط يقع مسجد ومقام سيدى عقبه بن عامر الجهنى رسول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأحد جنود الفتح الإسلامي ووالي مصر "44 47ه" دليل حب لبلد عاش فيه 40 عاما منذ وصوله للعريش والمساعيد 9 من ذي الحجة 18 ه وحتي وفاته 8 من شعبان 58 ه أمام مدخل القبو المعتم توجد لافتة حكومية زرقاء باسم (ميدان سيدي عقبة بن عامر) في أعلي اليمين أسفلها لوحة يدوية رخامية بيضاء شبه بيضاوية تسجل علي 9 أسطر بخط أسود عريض (مسجدسيدي عقبة بن عامر الجهني ومعه الضريح سيدي عمرو بن العاص وسيدي أبو بصرة الغفاري أصحاب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم والعديد من أولياء الله الصالحين رضي الله عنهم وأرضاهم والفاتحة لمن كتبهم). القبو مدخل جانبي لمبني كبير من دورين لخلاوي الصوفية أو التكية ..للسكن والعبادة والفقراء والزوار والغرباء والرحالة وللعاملين في المسجد، شبابيكه خشبية كبيرة بطلاء أخضر باهت، واجهته الرئيسية تطل علي واجهة المسجد بينهما ساحة بشجرتين إحداهما يسارا تميل في اتجاه القبلة تظلل معظم المكان والأخري علي يسار مدخل المسجد. للقبو فتحة دخول كبيرة إلي مستطيل في أقصي يمينه باب خشبي عتيق مغلق، نصفه الأعلي شراعتان بحديد مشغول وخلفية زجاجية ثم مصطبة حجرية بامتداد باقي الحائط ثم عمودية علي حائط اليسار تنتهي قبيل المدخل الثاني المؤدي للساحة لتخرج من العتمة إلي الضياء. الساحة مربعة علي رأسها المسجد (شمالا) علي يمينه ممر صغير للمقابر وعلي يساره مبني سكني للعاملين في المسجد وسبيل مياه قديم وزاوية لتحفيظ القرآن وزحام صلاة الجمعة والمناسبات الدينية ثم صهريج مياه قديم وكانت هنا ساقية لتوفير المياه تحت الشجرة الكبيرة في منتصف الساحة مكانها مصطبة حجرية مستطيلة قد تكون حوض سقي الدواب الوجهة الرئيسية للتكية بشبابيك خشبية كبيرة تمتد بطول الساحة وعلي يمينك جدار مصمت لخلفية مقبرة، أمامك المسجد الأثري في أعلي يمين مدخله لوحة ترقيم زرقاء (رقم 9) لتدلف إلي المسجد (250مترا مربعا حسب موكيت أرضيته) ويقع في جنوب شرق القرافة (أول من دفن من جنود الفتح من قبيلة قرافة اليمنية) في شارع سيدي عقبة بابه خشبي مصمت قديم بعرض مترين وارتفاع 2.5 متر علي جانبيه قاعدتان حجريتان للراحة ثم المدخل لاستراحة مربعة (4 أمتار) المنخفضة30 سم بها كراسي فوتية وخشبية للأمام والضيوف والمشورة الدينية علي اليمين مباشرة مقام ملاصق للحائط بطلاء أخضر وعلي اليسار سلالم المئذنة الطويلة المسننة مضلعة بشكل ثماني وفي أقصي اليسار مرتفعا عن الأرض (30 سم) يوجد مقام حجري له شاهد جرانيتي لم أرصد منه إلا (محمد الفقير ..وكل نفس ذائقة الموت .. و18 شعبان 1283) .. قالوا المقامان لخدام المسجد أو المحبين أو المجاورين قد يكون منهم الشيخ إبراهيم المتوفي سنة 1182 هجرية وقد يكون طمس أحد الأرقام وهو ناتج تمسح الزوار بأيديهم للجرانيت تبركا وهو ما يتكرر علي لوحة جرانيتية سوداء لامعة داخل المقام الرئيسي كان عليها اسم سيدي عقبة ووضعها أبو حفص عمر بن غزال المقرئ شيخ مصر حوالي 370 ه (منذ ألف عام تقريبا) ثم أمامك باب صحن المسجد المرتفع 30 سم لتجد المسجد مستطيلا، في أقصي عمقه الشمالي منبران خشبيان أحدهما القديم بجوار الحائط (ومسجل أثر) والآخر المستخدم حاليا مسجل عليه (هدية من الحاج يعقوب عبدالوهاب موافق 17 مارس 1958الاثنين 26 شعبان 1337) كما قام الشيخ أحمد حسن الباقوري وزيرالأوقاف (52 1959م ) بترميم المسجد ويتوسط المسجد دكة المؤذن خشبية (3*4 م) لها 9 درجات للصعود ويجاور المنبرين لوحة زجاجية بخط اليد بحبر شيني ملخص قصة حياة سيدي عقبة. والسقف خشبي مزخرف بنقوش زيتية ومذهبة وعلي إطاره كتبت أبيات من قصيدة البردة وفي الحائط الشرقي بجوار القبلة نقش في الحجر: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. هذا قبر عقبة بن عامر الجهني حامل راية رسول الله - صلي الله عليه وسلم). علي يمين باب دخول المسجد وفي الركن الجنوبي الغربي تجد غرفة مقام خشبية بمربعات مفرغة بطول ضلع 3 أمتار لتتجه يمينا أيضا لتجد في أقصي يسارك بابا خشبيا للمقام المكسو بالقطيفة الخضراء (ارتفاعه 180 سم ) في حجرة مربعة يعلوها قبة مقامة علي رقبة مرتفعة وهي أكبر قبة عثمانية ومضلعة من الخارج وكسيت رقبتها بالقيشاني ومنقوشة من الداخل برسوم زيتية، وتوجد لوحة صخرية منحوت عليها (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ..هذا مقام عقبه بن عامر الجهني حامل راية رسول الله ) ومكتوب علي الإطار الخشبي الذي يحيط بالجدران آية الكرسي. وعلي القبر مقصورة خشبية وأمامه شاهد من الرخام نقش علي أحد وجهيه آية الكرسي وعلي الوجه الآخر (هذا مقام العارف بالله تعالي الشيخ عقبة بن عامر الجهني الصحابي رضي الله عنه جدد هذا المكان المبارك الوزير محمد باشا سلحدار دام بقاؤه في سنة ست وستين وألف). وعلي الكسوة القطيفة مكتوب بخط ذهبي كبير هذا مقام العارف بالله سيدي عقبه بن عامر رضي الله عنه وعلي الجانب (ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون) وعلي جانب آخر (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وفي الجانب الآخر أسماء الله الحسني (الملك.القدوس. السلام .المؤمن. المهيمن.العزيز .الجبار .المتكبر ) في حجرة المقام محراب صلاة مكسو بقيشاني ملون. ويؤكد د. محمد حمزة أستاذ الآثار الإسلامية وعميد آثار القاهرة أن عمروبن العاص وأبا بصرة الغفاري مدفونان في نفس المقام.. عمرو بن العاص قائد فتح مصر ثم واليها مرتين (21 -25 ه) و (73-43ه). أبو بصرة الغفاري صحابي شهد خَيْبَر مع رسول الله "شارك في فتح مصر وأقام بها حتي مات ودفن بالمقطّم" ومن كلماته (مصر هي خزائن الأرض كلها، ولو زرعت كلها لوفت بخراجها الدنيا بأسرها، ولو ضرب بينها وبين سائر بلاد الدنيا بسور لأستغني أهلها بما فيها من الغلال وغير ذلك عن سائر البلاد جميعها) وكان مولي جبر بن عبدالقبطي المصري الذي أرسله المقوقس مع السيدة مارية القبطية ليستطلع خاتم النبوة بين كتفي الرسول، وقد عاد وأخبر المقوقس بها ثم رجع للمدينة و أسلم وبقي بجوار النبي .. ثم جاء مع جيش الفتح وأقام منزلاً في الفسطاط و توفي 36ه . وتقول د. سعاد ماهر إن سيدي عقبة أول من دفن في القرافة الصغري(58 ه) وبذلك بعد 320 سنة وضعت لوحة رخامية باسمه ( في عهد العزيز بالله الفاطمي 365 386 ه ) وهي مطمسة الآن ثم أصبح زاوية للصلاة لها قبة وبعد 250 سنة جدد القبة السلطان صلاح الدين الأيوبي. (565 589 ه) لعمل توازن بين اهتمام الفاطميين قبله بمشاهد آل البيت فأنشأ مقامات ومساجد لعلماء السُنة من الإمامين الليث والشافعي والصحابيين عقبة بن عامر ومسلمة بن مخلد بعد 500 سنة من دفنهم مما حمس المصريين لإقامة المساجد والمقامات ومشاهد القبور لصحابة الفتح في المناطق المختلفة ثم مقامات رؤية جاءت لأحد الصالحين في المنام لأولياء وصحابة لم يأتوا مصر أصلا.. وأضافت .. وبعد 40 عاما جدد مسجد عقبة السلطان الأيوبي الملك الكامل محمد (625 635 ه) وبعد 430 سنة (1066 ه ) قام الوالي التركي الوزير محمد باشا السلحدار الذي لقبه المصريون باسم " أبو النور" بإنشاء مجموعة السلحدار من المسجد بالقبة والمئذنة والزاوية والسبيل وميضأة (للوضوء) والتكية والمساكن والمطبخ ورصد أوقافا للصرف عليه كما أوضح د.محمد عبد اللطيف أستاذ العمارة الإسلامبة بكلية السياحة بالمنصورة.