تقف «أصالة» فى منطقة وسط بين ثلاثة أجيال، برؤية تحمل من أصالة الماضى الكثير، وتواكب ما أتى به جيلها من ألوان موسيقية، وتتجاوز فى جديدها بمغامرات تحمل رؤية تجريبية، جعلتها تبدو أكثر اختلافاً خلال السنوات القليلة الماضية، وفى حوارها ل«الوطن»، تكشف «أصالة» عن تفاصيل مغامرتها الغنائية الأخيرة فى ألبوم «60 دقيقة حياة»، وتربط بين هذا الزمن، وبين ما تحمله من حياة بداخلها العميق، خاصة أنها تعود إلى الساحة الغنائية بعد غياب بإطلالة إعلامية من خلال برنامجها «صولا»، لتستطيع ب«60 دقيقة حياة»، أن تتصدّر مبيعات الألبومات الغنائية فى الوطن العربى خلال الأسابيع الأولى لطرحه، وبعفويتها تتحدث «أصالة» ل«الوطن»، حول ألبومها وحياتها الشخصية، وعلاقتها بزوجها المخرج طارق العريان، وشقيقها الراحل «أيهم» فى هذا الحوار.. ■ لماذا أردتِ احتضان والدى الشهيد «الكساسبة» بعد حرقه من قبل تنظيم داعش؟ - حينما تفقد شخصاً قريباً منك، أو عزيزاً عليك، وبالأخص حينما يكون من أسرتك، دائماً ما تكون فى حالة ضعف أمام أى حادث قتل، فحينما علمت بخبر وفاة أخى «أيهم»، لم أشعر بنفسى، وفعلت أشياءً لا تُصدق، حيث إننى ظللت أركض فى المنطقة التى أسكن بها، وكنت أصرخ فى وجوه الناس التى تقود سياراتها فى الشارع، وأقول لهم «أخى مات»، كنت أرى فى هذه اللحظة أن احتضانى سيخفف كثيراً من الألم والحزن الذى كنت أشعر به، لذلك أحسست لحظة معرفتى بشهادة «الكساسبة»، بمرارة الألم داخل والديه، رغم أننى لم أستطع رؤية مشهد القتل. ■ ولكن هناك أقاويل حول خلافات بينك وبين شقيقك الراحل، فما حقيقة ذلك؟ - لم تكن هناك قطيعة بيننا، ولكن خلافات فى وجهات النظر، وأشياء بسيطة أخرى، لكن بالتأكيد هذا كله يجعل الحزن أقوى، ويجعل ضمير الإنسان يعذبه، وأنا فى الحياة كثيراً ما أكون زاهدة، وبعد رحيل أخى، هناك أشياء فى شخصيتى تغيّرت، خلافى البسيط مع «أيهم» لم يلغِ فى يوم من الأيام علاقة الحب والاهتمام بيننا، حتى قبل أن يتوفى بشهرين كانت بينا الكثير من الرسائل. ■ وماذا عن أختك «ريم»؟ - علاقتى بشقيقتى «ريم» هى التى هزتنى، وهزت ثقتى بالآخرين، وجعلتنى ألف حول نفسى، وأحدثت لى صدمة فى حياتى، لا أستطيع الخروج منها حتى الآن، لأنها أختى، وأكثر الناس الذين اهتممت بهم فى حياتى، لدرجة أن ابنتى «شام» عندما وُلدت، حاولت أن أقول لإخوتى، إنكم ستظلون الأغلى عندى، وسيظل لكم وضع خاص فى قلبى، وفى بعض الأوقات كنت أشعر أن «ريم» لدىّ أهم من «شام»، رغم أن فارق العمر بينى وبينها لا يزيد على خمس سنوات فقط، إلا أننى دائماً ما كنت أتعامل مع «ريم» كأنها ابنتى. ■ اليوم، «ريم» تنافسك فى عالم الأغنية، وقدمت مؤخراً أغنية ألحان مروان خورى.. فما تعليقك؟ - كل ما كنت أحذرها منه فى السابق، أصبحت الآن تعيشه فى الواقع، هناك فارق كبير فى أن تغنى وأنت صغير، وأن تغنى وأنت كبير، فأنا حينما بدأت الغناء انطلقت فى السادسة من عمرى، وكان والدى رحمة الله عليه، معى وساندنى، حتى فى مرحلة الاحتراف كان بجانبى زوجى الأسبق أيمن الذهبى، وبعد الانفصال كان هناك أخى وأقرب الناس إلىّ «أنس»، إلى أن تزوجت من حبيبى «طارق»، وفى كل المراحل كان هناك أشخاص يحموننى ويساندوننى، أما «ريم» فليس من السهل أن تجد من يرعاها ويقف بجانبها، لأن المجال الفنى صعب. ■ وهل خطفك التقديم التليفزيونى من الغناء؟ - أنا أحب برنامج «صولا» كثيراً، لكونه يعبر عن شخصيتى الحقيقية، وأظهر من خلاله على طبيعتى والناس ترى فيه «أصالة» الإنسانة التى تتعامل ببساطة فى حياتها الشخصية، أما الغناء فهو كل حياتى، فخلال ألبوماتى أعبر عن إمكاناتى التى أوجدها فىّ الله عز وجل، فى النهاية أنا أحب الاثنين.