وافقت لجنة المخصصات بمجلس النواب الأمريكي "الكونجرس"، أمس، على قانون تم طرحه للعمليات الخارجية للعام المالي 2016، حيث وافقت على مشروع القانون الخاص بالسنة المالية لعام 2016 والمتعلقة بالعمليات الخارجية للولايات المتحدة (SFOPS)، فيما لم يطرأ المجلس تعديلات تتعلق بالجزء الخاص بمصر بإجمالي 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية، ووافقت اللجنة على المشروع النهائي للقانون من خلال التصويت. من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن العلاقات المصرية ليست بالجيدة حتى الوقت الحالي، وبالرغم من موافقة أمريكا على العمليات الخارجية للعام المالي 2016 والمتعلق بالمساعدات العسكرية الأمريكية دون تخفيض فيها، موضحًا أن أمريكا قد قامت بتغيير سياستها تجاه مصر لأكثر من مرة. وأضاف اللاوندي، في تصريح ل"الوطن"، أن الرئيس السيسي نجح في إعادة دور مصر الريادي على مستوى العالم كله، موضحًا أن مصر نجحت في إعادة علاقاتها مع الدول الإفريقية والأوروبية وإثيوبيا التي سببت مآزق عدة في الفترة السابقة، مؤكدًا أن تلك السياسات الخارجية التي نجحت مصر في استعادتها جعلت الولاياتالمتحدة تعيد نظرها مرة أخرى في العلاقات المصرية. وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن نجاح العلاقات مع جميع الدول جعل أمريكا تغيِّر وجهة نظرها عما حدث في مصر في الفترة السابقة حتى أعادت النظر في العلاقات مع مصر، مؤكدًا أن الشعب والحكومة في مصر ينظران بشك تجاه أمريكا ولا يريد المصريون أن تكون بلادهم تابعة لواشنطن كما كان يحدث من قبل. ويوفر القانون الجديد 47.8 مليار دولار تمويل الحرب العالمية ضد الإرهاب، وهو أقل من 1.4 مليار دولار عن العام الماضي، بينما قال رئيس لجنة المخصصات بمجلس النواب هال روجرز إن هذا القانون يضع الأولوية للأمن القومي، ويقدم مساعدات عامة لحلفائنا الاستراتيجيين وتأمين المواقع الدبلوماسية الرئيسية والاستثمار في برامج لإنماء الديمقراطية عبر العالم، وهذا التمويل سيساعد في إيجاد وهزيمة الإرهابيين ومنع انتشار السلاح النووي ودعم عمليات حفظ السلام ومكافحة تهريب المخدرات. ويوضح الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، أن قرار الكونجرس لم يكن بالجديد وذلك لأن الرئيس أوباما أعلن منذ شهور أن إدارته ستتقدم بطلب للكونجرس لمد مصر بالمعونة العسكرية دون تقليص في حجمها، حتى وافق الكونجرس وهذا كان موقف الإدارة الأمريكية والكونجرس في ذات الوقت ما يعني أن هذا القرار لم يضع حدًا للخلاف بين مصر وأمريكا. وأضاف كمال، في تصريح ل"الوطن"، أن هناك خلافات كثيرة في الرؤية بين إدارة باراك أوباما بالنظام المصري الحالي، موضحًا أن هذا الأمر لم يتغير بجانب وجود موقف متعلق بحقوق الإنسان في مصر. وأكد أستاذ العلوم السياسية أن هناك فوائد عدة ستعود على أمريكا جراء المساعدات الذي ستقدمها إلى مصر من خلال الشركات الأمريكية الموجودة على الأراضي المصرية، بجانب حاجة أمريكا الشديدة إلى استقرار حقيقي في أسعار البترول. وأوضح كمال أن هناك تسهيلات عدة تقدمها مصر لأمريكا في عبور السفن الأمريكية بقناة السويس والسماح بمرور الطائرات الأمريكية عبر الأجواء المصرية، بجانب وجود مناورات عسكرية مشتركة بين الدولتين مثل "النجم الساطع"، حيث كان يعود على أمريكا بفائدة كما مصر.