أطلق الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، تصريحًا دعا فيه أن يتوسط للمصالحة بين الإخوان والحكومة المصرية، واليوم كشفت مصادر أنه يزور المملكة العربية السعودية، للتواصل مع المسؤولين السعوديين، وطرح مبادرة للمصالحة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وتنظيم الإخوان على الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأوضحت المصادر، ل"الوطن"، أن الغنوشي سيعرض على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التوسط لحل الأزمة الحالية في مصر، من خلال تبني مبادرة تجمع طرفي الأزمة، وأنه يحاول إقناع السعودية بتولي هذه المهمة بحجة أهمية هذه الخطوة لتصدي للميليشيات الحوثية في اليمن وتنظيم "داعش" في العراق وسوريا وليبيا، واستطلعت "الوطن" آراء بعض الأحزاب المصرية في المصالحة. وقال شهاب وجيه، المتحدث الإعلامي لحزب المصريين الأحرار، إن السعودية تعلم جيدًا الموقف في مصر كما تعلم أن الأمر لا يحتاج إلى مصالحة من جانب الدولة المصرية، ولكن يحتاج إلى توقف الإجرام الذي يقوم به بعض عناصر الجماعة الإرهابية، موضحًا أنه يرى أن السعودية سترفض دعوة الغنوشي لأنها تعلم بحقيقة الأوضاع في مصر. وأضاف وجيه أنه لا يوجد اضطهاد لأي شخص في مصر إلا لو كان حوله شبهة جنائية، مضيفًا أن أي شخص ليست عليه شبهة جنائية لا يتعرض للاضطهاد، وفي كل الأحوال فإن الشعب المصري لن يسمح بالمصالحة مع من حولهم شبهة جنائية. وأشار وجيه إلى أن الأشخاص الذين لا يرتكبون العنف أحرار ولا يحتاجون للمصالحة، وأن المطلوب الآن ليس تصالح النظام مع الاخوان، لأن النظام لا يضطهد الإخوان لكن المطلوب أن يعود الإخوان إلى رشدهم، وأن يتصالحوا مع الشعب المصري وينبذوا العنف تمامًا، مطالبًا من لا يمارس العنف بالإرشاد عن الآخرين الذين يقومون بأفعال العنف ضد عموم الشعب المصري. وأوضح وجيه أنها جماعة إرهابية ومحظورة، لكن على هؤلاء ممن لم يتورطوا في أعمال العنف الإعلان عن نبذهم للعنف وإدانته، وأن يرشدوا عن هؤلاء الذين يقومون بأفعال العنف الحالي. في حين أكد محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، أن أي مبادرة للمصالحة بين القوى السياسية هي دعوة مقبولة، وأنه لا يستطيع التنبؤ بموقف السعودية من الدعوة التي يتبناها الغنوشي، ولكن هل إذا كان هناك من يرتكب أفعال الجماعة من عنف وتخريب في السعودية ومارس ما مارسته الجماعة في مصر، هل سيكون لدى النظام السعودي استعداد للتصالح معه؟. وأضاف سامي أن السؤال هو، هل حددت جماعة الإخوان سقفًا لخلافها مع الدولة وهو ما يترتب عليه أنه من الممكن أن يكون هناك مصالحة، وأنه يرى أن جماعة الإخوان المسلمين مضت أبعد من الخلاف السياسي واختاروا أساليب العنف وقتل أفراد الشرطة والجيش وتخريب المنشآت وتعطيل المصالح وبهذا يعتبروا خارجين عن القانون، وهو ما يترتب عليه أنه لا مصالحة مع الخارجين عن القانون.