قال جورج صبرا الزعيم الجديد للمجلس الوطني السوري لجماعة المعارضة السورية الرئيسية في الخارج، اليوم، إنه ما زال يأمل في مزيد من المساعدات العسكرية من القوى الغربية في الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وأضاف صبرا لرويترز في الدوحة -حيث تجتمع شخصيات سورية معارضة بارزة في محاولة للتوصل إلى شكل جديد لقيادة المعارضة يضم المعارضين الناشطين في الخارج وكذلك المعارضة المسلحة في الداخل- أن المعارضة ستسعى الآن إلى دفع الدول العربية والمجتمع الدولي إلى تغيير موقفه لأنها في حاجة إلى قرار جديد. وكان صبرا يتحدث بعد أن انتخبه المجلس الوطني السوري رئيسا له مساء أمس. وتم تشكيل المجلس العام الماضي في الوقت الذي سعت فيه دمشق إلى سحق حركة الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وتولى صبرا اليساري المسيحي قيادة المجلس الذي يواجه انتقادات من حلفائه الدوليين بأنه غير فعال في المعركة ضد الحكومة السورية لكنه في الوقت نفسه يتهم المجتمع الدولي بخذلان المعارضة بعدم تقديم مزيد من الدعم العسكري. ويقول المجلس الوطني السوري، إنه لم يستطع اسقاط الأسد حتى الآن بسبب عدم رغبة واشنطن الدخول في مغامرة عسكرية كتلك العملية التي شنها حلف شمال الأطلسي وساهمت في الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا العام الماضي. وتظل المكاسب التي حققتها المعارضة المسلحة على الأرض محدودة بالسيطرة الجوية للأسد في المعركة التي دمرت مدنا سورية عديدة. وقتل أكثر من 32 ألف شخص في الحرب التي تحولت إلى حرب بالوكالة بين اللاعبين الدوليين الذين يدعمون أطرافا مختلفة في الصراع. وواصل المجلس الوطني السوري تحت قيادة صبرا محادثاته اليوم مع الفصائل السورية الأخرى ومن بينها ممثلون لجماعات معارضة مسلحة من داخل سوريا بشأن تشكيل كيان جديد أوسع يأملون أن يحصل على الاعتراف الدولي كحكومة إنتقالية لمرحلة ما بعد الأسد. وتدفع واشنطنوالدوحة -التي مولت كثيرا من أنشطة المعارضة- وقوى أخرى المجلس الوطني السوري للموافقة على تخفيف سطوته على الكيان الجديد؛ حيث عرض على المجلس أن تكون له نسبة نحو 40 في المئة من مقاعد الكيان الجديد الذي يتكون من 60 مقعدا. ويطالب المجلس الوطني السوري بضمانات لمزيد من المساعدات العسكرية لمثل هذا الكيان الجديد الذي اقترحه رجل الأعمال البارز رياض سيف وأيدته واشنطن. وتحدث حلفاء المجلس الوطني عن كسب الاعتراف الدولي كممثل شرعي للشعب السوري. وصبرا معارض قديم للأسد فر من البلاد سيرا على الأقدام العام الماضي عندما بدأت الشرطة السرية في استهداف المطالبين بالديمقراطية بعد إندلاع الانتفاضة. وبدا صبرا مدرس الجغرافيا السابق عازما على الا يخسر المجلس الوطني السوري دوره وهو ما يشير إلى احتمال تعطل المحادثات بشأن مبادرة سيف. وقال صبرا إن الأفكار ستوضع على الطاولة لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت، وأضاف أن المجلس الوطني السوري سيحاول تعزيز صورته داخل سوريا عن طريق بناء علاقات مع النشطاء على الأرض. وقال إن المعارضة السورية ستزيد من العلاقات الديمقراطية داخل المجلس الوطني، وإنها لديها برنامج جديد بشأن الحياة داخل سوريا، وإن الجهود كلها تتجه نحو الحياة على الأرض. وأجرى المجلس الوطني السوري انتخابات القيادة الجديدة للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد أن كان الأمر قاصرا فيما مضى على اختيار أحد أعضاء اللجنة المركزية. لكن عدم حصول أي امرأة على مقعد في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري الأسبوع الماضي دفع مؤسس المجلس أديب الشيشكلي إلى الانسحاب. وأشار الشيشكلي إلى هيمنة الإسلاميين على المجلس وهي التهمة التي يوجهها العلمانيون له. لكن صبرا رفض ما يقال عن هيمنة الإخوان المسلمين على المجلس الوطني السوري وقال أن هذه التهمة يسمعها المجلس كل يوم. وتساءل كيف يمكن للمجلس -الذي يمثل الإخوان 25 في المئة من أعضائه- أن يقنع المجتمع الدولي بأن الإسلاميين لا يهيمنون على المجلس مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين جزء من الواقع السياسي السوري. كما قلل صبرا من شأن وجود جماعات جهادية بين صفوف المعارضة السورية المسلحة وقال إن هذا الكلام مبالغ فيه. وقال صبرا أنه سيعين بعض النساء في الأمانة العامة للتعويض عن عدم حصول امرأة على مقعد في الأمانة.