قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن العملة الوحيدة التي ستبقى مع الإنسان بعد انتقاله هي المحبة، والمحبة هي الله، مشيرا إلى أن العالم اليوم جوعان للمحبة العملية. وأكد البابا، أن الوحدة بين الكنائس تحتاج إلى أبطال في الإيمان، حيث تحتاج الوحدة إلى ثلاثة أمور، "الفكر المنفتح وليس الفكر الضيق المنغلق، القلب المتسع وليس الحرفية والروح المتضع الذي يحرس النعم والعطايا التي يمنحها الله". جاء ذلك خلال كلمة البابا في احتفال "يوم الإخوة القبطية الأرثوذوكسية الكاثوليكية"، الذي أقيم بدير الآباء اليسوعيين في الإسكندرية، صباح اليوم، بمشاركة الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، ورافق البابا الأنبا رافائيل، الأنبا كيرلس آفا مينا، الأنبا مكاري، الأنبا انجيلوس، الأنبا بافلي، الأنبا إكليمنضس، الأنبا إيلاريون، الأنبا هرمينا، والقمص رويس مرقس وكيل البابا في الإسكندرية. حضر الاحتفال القاصد الرسولي، المونسينيور برونو موزارو سفير دولة الفاتيكان بمصر، والمونسينيور ماتيو كوريان مستشار سفارة الفاتيكان، والمطران عادل زكي مطران اللاتين الكاثوليك بمصر. يأتي الاحتفال استجابة للدعوة التي أطلقها البابا تواضروس، يوم 10 مايو 2013، أثناء زيارته للفاتيكان، بأن يكون يوم 10 مايو، يومًا للمحبة والصداقة بين الكنيستين. بدأ الحفل بالصلاة الربانية، وبعدها صلاة الشكر، ثم رنم أفراد الكورال ترنيمة "ما أحلى أن نجتمع معا"، وقرأت فصول من الكتاب المقدس، وقدم خورس من الشمامسة لحن أفلوجيمينوس، وألقى الأب مجدي سيف اليسوعي، كلمة ترحيب، ثم افتتح البابا تواضروس، والأنبا ابراهيم إسحق، معرض الفن المسيحي المصري القبطي المعاصر بالدير، وبعدها عرض فيلمًا تسجيليًا عن العلاقات المسكونية بعنوان أغصان ذهبية. قال المونسينيور برونو موزارو سفير الفاتيكان بمصر، إن الصداقة تتطلب كثير من البذل، ولحسن الحظ لدينا شخصيتان تتميزان بالبذل، هما البابا فرانسيس والبابا تواضروس، وأنه قبل قدومه لمصر حدثه البابا فرانسيس عن زيارة البابا تواضروس له، مشيرا إلى أن البابا تواضروس ذكر له عندما استقبله، أنه والبابا فرانسيس اتفقا أن يصلي كل منهما للآخر يوميا، وهذا الاتفاق يمثل الصداقة بالصلاة، وأكد القاصد الرسولي تأثر بابا روما الشديد، عند استشهاد المصريين والإثيوبيين في ليبيا. وأوضح إسحق، الذي رحب بالبابا والحاضرين، أنه مطلوب من كل مسيحي أن يكون شاهدا للمحبة، وأن يشعر أن الله اختار البابا فرانسيس والبابا تواضروس ليكونا رجال هذا الزمان من أجل المحبة، كما تحدث البطريرك عن أن هناك تحديات كبيرة في الوطن والإيمان المسيحي، تشترك الكنائس في مواجهتها جميعا. وفي نهاية الكلمة قدم هدية تذكارية للبابا عبارة عن صليب تعبيري، وقدم البابا هدايا تذكارية للحاضرين عبارة عن الآية "المحبة لا تسقط أبدًا"، كما قدم لوحة تذكارية بها أنشودة المحبة التي كتبها بولس الرسول لدير الآباء اليسوعيين.