أزمات عدة عانى منها المصريون إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير أبرزها أزمتي الغاز والكهرباء، ويبقى أهالي "بولاق الدكرور" من أكثر المتضررين منذ فترة كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء بشكل غير مقبول، جعل البعض منهم يمتنع عن دفع فواتير الكهرباء بسبب الزيادات الكبيرة في أسعار تلك الفواتير لشقق لا تتعدى ال50 متر ولا يوجد بها سوى "تلفاز وثلاجة ومروحة سقف و3 لمبات إنارة"، ناهيك عن مأساة الإختلافات المتباينة فى فواتير الكهرباء التي تتنوع مما بين 20 جنيه و400 جنيه شهريا، ولا يزال الأهالي ينتظرون حلا لكل تلك الكوارث. "فاطمة محمد خير"، سيدة مسنة في عقدها السابع من العمر باتت عليها علامات التعب والشقاء تروي بملابسها ملابس الرثة وبدنها الممتلئ وملامحها التي أضاعها الزمن، ل"الوطن" مأساتها قائلة "الكهرباء في شقتها التي لا تتعدى مساحتها ال"60 متر" بمنطقة "بولاق الدكرور"، "الفاتورة زمان كانت بتجيلي 20 أو 30 جنيه دلوقتي جايلي 300 جنيه في شهرين، مش عارفة الزاي أستحمل ده وأنا وحيدة ومليش أي مصدر رزق" تاني. السيدة السبعينيةية تتعجب من هذه الزيادات الكبيرة رغم عدم وجود الكثير من الأجهزة الكهربائية، فلا يمكن أن يستهلك تليفزيون ومروحة سقف و3 لمبات منزلية 145 جنيه في الشهر، "والغريب أن الفاتورة الخاصة بشهر 6 مطلوب منا سدادها قبل إنتهاء الشهر نفسه. "الشقة إيجارها 20 جنية، وفواتير الكهرباء بتجيلي 60 و70 جنيه وبطلت أدفع فواتير"، هكذا تقول "أمل محمد"، التي باتت في عقدها السادس من العمر ولا زالت تمتلك بعضا من القوة تعينها على التصدي للحياة وأزماتها بما فيها الكهرباء، نظارة طبية تغطي عينيها وجلباب أسود وملامح وجه أقرب للشبابية وبشرة نضرة، كانت أبرز تفاصيلها، تعيش وحيدة بعدما زوجت ولديها ومات إبنها الثالث وزوجها لتستقر في شقة لا تتعدى مساحتها ال"50 متر،" لتفأجا في النهاية بمحصل الكهرباء يطالبها ب70 جنية قيمة فاتورة الكهرباء لشهر يونيو، حيث لا تستهلك في الواقع شقتها أكثر من 7 جنيهات قيمة الفواتير السابقة ،بحسب قولها. لم يختلف حال "أم محمد" تلك السيدة الأربعينية التي يعمل زوجها "بائع فول" ويقطنون شقة لا تتعدى ال"70 متر"، والتي أعلنتها صريحة بالامتناع عن دفع آخر فاتورة للكهرباء والتي وصلت إلى 400 جنيه، "أجيب منين أنا وجوزي وأصرف على ولادي إزاي". محلات الحلاقة لم تنج من غلاء أسعار الكهرباء، حيث يصرخ "يوسف عويس" الشاب الأربعيني الذي يبدو متوسط القامة أبيض الوجه هادئ الملامح، يشرح مأساته بكلمات بسيطة ليؤكد أن الإرتفاع الذي ضرب المنطقة ليس طبيعيا، "أخر فاتورة كهرباء جاتلى لمحل الحلاقة اللي ما يتعداش ال25 متر كانت 900 جنيه ومفيهوش غير حوالي 8 لمبات وبقالي 13 شهر ما بدفعش"، مطالبا المسئولين بضرورة حل هذه المشكلة بشكل عاجل رحمة بالمواطنين.