أعلن مرصد الفتاوى التكفيرية، التابع لدار الإفتاء، أنه أجرى حصرًا للمساجد التي تعرضت للهدم والتفجير على أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، وكشفت الإحصائية أنها تجاوزت الخمسين مسجدًا، في كل من سوريا والعراق واليمن والسعودية، بعد تفجير مسجد للشيعة ب"القطيف"، راح ضحيته نحو 20 مصلٍ. وأكد المرصد، أن تنظيم منشقي القاعدة "داعش"، يحارب بيوت الله ويهدمها ويفجرها، في مسعى منه لاستهداف أكبر تجمع من المواطنين، إضافة إلى كونها أماكن يصعب تأمينها، ما يتيح للتنظيم الإرهابي، السعي بصورة جادة لاستهداف مخالفيه عبر أتباعه من الانتحاريين. وأوضح المرصد، أن تنظيم "داعش" يخدع أتباعه بمبررات شرعية واهية، لإقناعهم بجرائمه لتنفيذها، حيث يسوق لهم شبهات ينكرها الشرع الإسلامي، بهدف إقدامهم على تفجير أنفسهم، ظنًّا منهم أنمهم سيحصلون على أجر الشهادة، فتارة يتذرع بأنها مساجد تابعة للشيعة، وتارة لكونها مساجد تحوي أضرحة "ولا يجوز الصلاة فيها"، وتارة يتذرع بأنها مساجد تراثية تمثل مزارًا سياحيًّا لغير المسلمين، وغيرها من الذرائع الواهية التي يعلنها التنظيم لتمرير جرائمه وإصباغها بالصبغة الدينية، وشرعنة الاعتداء على بيوت الله ورواده من المصلين، والتي تعكس منهجه المعوج وفهمه السقيم للفقه الإسلامي. ولفت المرصد، إلى أن العديد من المساجد التاريخية والأثرية، تعرضت للهدم والتفجير على أيدي مقاتلي التنظيم الإرهابي، كان أبرزها مسجد ومزار الأربعين المقدس لدى أهل السنة في تكريت، الذي تم تفجيره باستخدام عبوات ناسفة، حيث يضم رفات 40 صحابيًّا، شاركوا بفتح مدينة تكريت في السنة السادسة عشرة للهجرة، بقيادة الصحابي عبدالله بن العتم في زمن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، إضافة إلى تفجير "مسجد الخضر" الأثري جنوب الموصل، الذي يعود للقرن التاسع للهجرة. وأوضح المرصد، أن جرائم التنظيم الإرهابي لم تتوقف عند هذا الحد، بل تعدته لتصل إلى قبور الأنبياء والصحابة؛ حيث فجر التنظيم وهدم قبور الأنبياء يونس وشيت ودانيال. وأشار المرصد، إلى أن بغي وعدوان التنظيم الإرهابي، وصل إلى حد تفخيخ نحو 15 مسجدًا بالموصل، تحسبًا لهجوم القوات العراقية، واستعادة السيطرة على المدينة، بما يؤكد قطعًا أنه لم تعد للمساجد حرمة ولا قدسية عند هؤلاء، بل أضحت أداة للقتل وسبيلا لسفك الدماء التي حرم الله. وأكد المرصد، أن التنظيم الإرهابي فجر المسجد الوحيد بقرية الشيخ هلال، بريف حلب الشمالي، الذي يقصده الأهالي لأداء الصلاة وحفظ وتعلم القرآن الكريم، متذرعًا بوجود قبر "الشيخ هلال" داخل المسجد، وهو ما اعتبره التنظيم وفق منهجه الضال، شركًا بالله يقتضي التفجير. ودعا المرصد في تقريره، الدول والحكومات الموجود بها التنظيم الإرهابي على أراضيها، إلى توفير الحماية والأمن لبيوت الله، من انتهاكات التنظيم، بخاصة المساجد التي تمثل جزءًا من الذاكرة التاريخية والحضارية للأمة الإسلامية. كما طالب المرصد، بفضح ممارسات وجرائم التنظيم في حق بيوت الله، وسفكه دماء المسالمين من كافة الديانات والطوائف، أمام المجتمعات الإنسانية كافة، حتى لا ينخدع البعض بزيف الشعارات التي يرفعها التنظيم في وجه الدول والمجتمعات المسلمة في المنطقة، ولكي يتضح جليًّا أن هذا التنظيم وممارساته الإجرامية والإرهابية لا تمت بصلة إلى الإسلام فكرًا وشريعة، كونها تستهدف بالأساس الرموز والمقدسات الإسلامية، وتحاول فرض أيديولوجيتها التكفيرية والمتشددة على دول ومجتمعات الشرق الأوسط.