«وادي الجمال» وجزيرة «الزبرجد».. طبيعة خلابة في مرسى علم

على بُعد حوالى 30 كيلومتراً جنوب مدينة مرسى علم، توجد جزيرة متفردة ذات شواطئ رملية ساحرة ومياه فيروزية وتكوينات متنوعة من الشعاب المرجانية، تمثل وجهة مثالية لمحبى الغطس والسباحة، وموطناً مثالياً للحياة البحرية، إنها جزيرة «الزبرجد»، التى كانت مقصداً للملوك، حيث زارها الملك فاروق على يخته «فخر البحار»، لتنال بعدها شهرة عالمية، وتصبح مقصداً للباحثين عن حجر «الزبرجد» النفيس.
فى النطاق الجغرافى لمدينة مرسى علم، تقع محمية «وادى الجمال»، التى تعد واحدة من أجمل محميات مصر الطبيعية، وتنقسم إلى عدة قطاعات، منها «القلعان وحماطة والقطاع البرى»، كما تضم منطقة «القلعان»، التى عرف عنها أن البقاء فيها يهدئ من الطاقة السلبية بجسم الإنسان، لما عرفت بالهدوء والطبيعة الساحرة وأشجار المانجروف المميزة، وتتميز محمية «وادى الجمال» بتنوعها البيئى الفريد، وقد أجريت العديد من الدراسات العلمية فى المنطقة لدراسة نباتاتها وحيواناتها ونظمها البيئية، وتسهم هذه الدراسات فى فهمنا للعالم الطبيعى، وتوفير معلومات قيمة للحفاظ على البيئة، كما تُعد محمية «وادى الجمال» موطناً لمجموعة من المواقع الأثرية المهمة، بما فى ذلك المناجم القديمة، والرسومات الصخرية، وتشير الدلائل الأثرية إلى أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان قبل آلاف السنين.
وقال أحمد غلاب، مدير محميات الجزر الشمالية بوزارة البيئة، فى تصريحات ل«الوطن»، إن جزيرة «الزبرجد» تُعرف أيضاً باسم «الجبل الكبير»، أو جزيرة «جبل الزبرجد»، وقد كانت الجزيرة مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، حيث تم العثور على آثار حضارة الفراعنة والرومان، كما كانت الجزيرة مركزاً مهماً لتجارة الأحجار الكريمة، ولا سيما «الزبرجد»، الذى يُعد من أشهر الأحجار الكريمة فى العالم. وأضاف أن «جزيرة الزبرجد» تُعد موطناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات والنباتات، بما فى ذلك السلاحف البحرية الخضراء المهددة بالانقراض، كما تعيش العديد من أنواع طيور «النورس» على الجزيرة، بما فى ذلك طيور النورس ذات الرؤوس السوداء، وطيور النورس ذات الذيول البيضاء، و«صقر الغروب»، وطائر «الخطاف».
مقصد الملوك ومأوى صقر الغروب.. وأكثر من 1000 نوع من النباتات والحيوانات النادرة
وتابع «غلاب» أن الجزيرة واحدة من 22 جزيرة بالبحر الأحمر داخل نطاق محمية وادى الجمال، الواقعة فى جنوب محافظة البحر الأحمر، والتى تعتبر كنزاً طبيعياً فريداً يزخر بالتنوع البيئى والحياة البرية الغنية، وتتميز هذه المحمية، التى تبلغ مساحتها 7450 كيلومتراً مربعاً، بمزيج فريد من المناظر الطبيعية الخلابة، بما فى ذلك الجبال الشاهقة، والوديان العميقة، والسواحل البكر، والشعاب المرجانية المتنوعة، وأوضح أن «وادى الجمال» يضم أكثر من 1000 نوع من النباتات والحيوانات والطيور، بما فى ذلك العديد من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، كما تُعد موطناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات، بما فى ذلك الثدييات، مثل «الغزلان، والغزلان الجبلية، والماعز البرى»، وأنواع من الطيور مثل «الصقور، والبوم، والنعام»، إضافة إلى أنواع من الزواحف، مثل «الثعابين، والسحالى، والسلاحف» النادرة.