نشرت شركة "سند" فيديو على "يوتيوب"، يوضح تفسير جماعة الإخوان المسلمين لآية: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، حيث يستند الإخوان إلى هذه الآية في وجوب قتال الحكام، وتغيير الحكومة بالكامل. ويبحث الفيديو عن أصول هذه الفكرة لدى الإخوان والتكفيريين، فيذكر نصًا من كلام أبو الأعلى المودودي لا يصفهم بالكفر فقط بل إنه "حكم الجاهلية"، حيث يقول إن كل حكم خلاف حكم الله ليس خطأ أو حرامًا فحسب بل هو كفر وضلال وظلم وفسق وأي حكم كهذا هو حكم الجاهلية لا يؤمن الإنسان ما لم يكفر به وهذا ذُكر في "كتاب الخلافة والملك ص17". وأضاف الفيديو أنه حينما جاء سيد قطب في تفسير الآية الأخرى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" في كتابه "في ظلال القرآن"، أكد أنه وصف إضافي للكفر وليس حالة جديدة، ويؤكد سبب تكفيره بأنه رافض لألوهية الله سبحانه وتعالى لأنه رفض شرع الله، وزاد على ذلك أن هؤلاء الحكام بفعلهم أصبحوا يدَّعون حق الألوهية لهم لأنهم عملوا الدساتير. ثم ينتقل الفيديو من فكر المتأخرين عبر خط الزمن إلى فكر القرن الأول، وتظهر فيه صورة حبل ينقطع بعد عرض كلام أبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، ومحمد قطب، ليؤكد بعرض كلام الصحابي الجليل عبدالله بن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة حول الآية: "ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، كفر لا ينقل عن الملة، كفر دون كفر" فتفهم معنى انقطاع الحبل والسند بينهم، لم يكتفِ الفيديو بعرض قول ابن عباس بل ناقش أقوال المشككين فيه، وأضاف إليه بعض أقوال العلماء مثل الإمام أحمد بن حنبل، والإمام ابن عبدالبر الذي شدد على أن من لم يحكم بما أنزل الله لا يعتبر كافرًا حتى يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وتأتي المفاجأة هنا حين يعرض الفيديو كلام الإمام القرطبي في تفسيره، بأن التكفير بالذنوب هو من فعل الخوارج، وقوله "وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" يحتج بظاهره من يكفر بالذنوب، وهم الخوارج، ولا حجة لهم فيه، ويضيف الفيديو إلى هذه التفاسير، قائمة طويلة من أسماء العلماء من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر هجري ممن فسروا الآية أنها: "كفرٌ دون كفر"، ويختم بعبارة صادمة من تفسير الإمام السمعاني سنة وأعلم أن الخوارج يستدلون بهذه الآية، ويقولون: "من لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر، وأهل السنة قالوا: لا يكفر بترك الحكم". واختتم الفيديو: "لا نستغرب بعد هذا سر العلاقة بين الإخوان والتكفيريين والخوارج، وكيف أنهم يستخدمون آيات ونصوص شرعية لتبرير أفعالهم في القتل لمن يخالفهم، ولكنها مبنية على تفسيرهم ونفسيتهم المضطربة، والإسلام منهم بريء بشهادة علمائه، وما قام به قيادات الإخوان والتكفيريين هو تحريف لتفسير كلام الله وانحراف عن مسار أئمة الإسلام".