وصفت القوى والأحزاب المدنية مليونية "تطبيق الشريعة"، التي نظمتها قوى إسلامية اليوم الجمعة، بالمسرحية الفاشلة التي تناوب أطرافها التمثيل، مؤكدين أنها شابها "التهريج" واستغلال البسطاء الذين لا يعرفون شيئا عن الشريعة. وطالبت القوى المدنية السلفيين بالذهاب للرئيس محمد مرسي ومطالبته هو بتنفيذ الشريعة، فالمطلب لا يحتاج لمليونيات، وستفشل مليونيتهم لأن هناك قضايا مهمة تشغل المصريين الآن، أولها لقمة العيش التي لا يستطيعون الحصول عليها، على حد قولهم. وقال الدكتور أحمد دراج، الأمين العام لحزب الدستور، إن ما حدث بالتحرير اليوم شيء مضحك ويعتبر نتيجة للأموال التي حصل عليها السلفيون من سفرهم لدول الخليج وتمتعهم بأموال البترول، وبالتالي فإن ولاءهم ليس لمصر وإنما لهذه الدول، فهم يريدون تحويل مصر من دولة إسلامية معتدلة إلى دولة وهابية. وأضاف دراج، في تصريحات ل"الوطن"، أن السلفيين "يتحدثون عن شيء غير موجود، بمعنى أن الشريعة موجودة بالفعل في الدستور الذي يتم إعداده مثلما كانت موجودة في الدستور السابق، والمهم هو الأفعال وليس الأقوال، فمبادئ الشريعة موجودة في الدستور والمهم تطبيقها". وأشار إلى أنه إذا طُبِّقَت الشريعة بالشكل الذي يريده السلفيون فإن أول من ستطبق عليهم هم أنفسهم، مضيفا: "وفقا للشريعة السارق تقطع يده، والسلفيون يتحدثون الآن عن الثورة وكأنهم هم من قاموا بها رغم أنهم كانوا ضدها عند بدايتها، وبالتالي فهم سارقين لها ويجب أن تقطع أيديهم". وأوضح أن السلفيين استغلوا البسطاء الذين لا يعرفون مفهوم الشريعة في المليونية، حيث "استخدموا شعارات لابتزازهم"، ورفض الدعوة على النائب العام والمستشار الزند بالتحرير، قائلا: "لست مع النائب العام ولا أؤيد وجوده، لكن أرفض هذه الأساليب غير اللائقة للتعبير عن الرفض، فإذا لم توجد طرق قانونية شرعية للتعبير فلا داعي لذلك"، مشيرا إلى أنه "حتى مليونيتهم لم يستطيعوا تجميع الناس حولها". وأكد الدكتور علي السلمي، مساعد رئيس حزب الوفد، أنه "لا يوجد تعليق مناسب على هذه النوعية من الناس، فهم لا يمثلون قيمة لكي نعلق عليهم"، موجها رسالة لهم قائلا: "من يريد تطبيق الشريعة عليه التوجه لقصر الاتحادية ومطالبة رئيس الجمهورية بتطبيقها، فهذه المطالب ليست في حاجة إلى مليونيات، وما حدث بالتحرير اليوم تهريج وتضييع للوقت ومحاولة لصرف النظر عن قضايا مهمة، والكثيرون وعوا ذلك فلم يستجب لمليونيتهم الفاشلة أحد". وأوضح الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن "الله لا يستجيب لمثل الأشكال الموجودة في التحرير اليوم، وعلى الشيخ محمد الصغير الذي دعا على النائب العام والزند أن يعرف أن زعيمه شيخ جمعية أهل السنة والجماعة هو من دعا على متظاهري 25 يناير رافضا الخروج عن الحاكم"، واصفا مليوينة اليوم بالمسرحية الهزلية.