أكدت الأحزاب المدنية عل رأسها المصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والتجمع، عدم اهتمامهم بأي من فعاليات مليونية الشريعة، المقررة اليوم، والتي يهدف الإسلاميون من خلالها تمرير بعض المواد التي يريدونها في الدستور، واصفين مشاركة الإخوان فيها بأنه "نوع من اللعب علي كل الحبال". وقال الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع "إن هذه المليونية يهدف التيار الإسلامي من خلالها الضغط علي التأسيسية، ومحاولة تجميع عدد من الجماهير للمناداة بالمطالب التي يرفعها السلفيون"، مضيفا أن المليونية "قصة خرافية"، حيث إن هناك تقرير علمي يؤكد أن مساحة ميدان التحرير بما يشمله من مناطق محيطة كعمر مكرم، والقصر العيني ومحمد محمود وطلعت حرب وموقف عبد المنعم رياض "تبلغ 8 آلاف متر مربع، وكل متر مربع لا يسع أكثر من 8 إلي 10 أفراد أي أن كل هذه المساحة لا يمكنها استيعاب أكثر من 80 ألف فرد، وهذا إذا شهد الميدان توافدا وازدحاما، إذن فالمطالب التي يريدها السلفيون سيطالب بها بضعة عشرات من الألوف". وأشار السعيد إلي أن السلفيين "لن يفلحوا في تمرير ما يريدون، لأن هناك جهات رسمية تقوم علي هذا العمل، ولن تسمح بمهاتراتهم أو تسمع لها"، حسب تعبيره، لافتا إلي أن الإخوان بذلك "يلعبون علي كل الحبال، حيث يتفاوضون مع الأحزاب المدنية وفي نفس الوقت يشاركون السلفيين مظاهراتهم لضمان وجود طرف لهم في المظاهرة إذا انضم الناس لها، وبالتالي تسيير الدستور الذي ينادون به مقارنة بدستور السلفيين ومن ثم رضا القوي السياسية بدستور الإخوان". "الدستور": لن نقبل بتطبيق الشريعة من هذا الفصيل وقال الدكتور محمود العلايلي، السكرتير العام المساعد لحزب المصريين الأحرار، إن القوي الإسلامية "تسعي دائمًا لكسب ود الشارع المصري بالدعوة لتطبيق الشريعة"، مضيفًا "ما ينادون به يظل مجرد شعارات لحصد الأصوات، فتطبيق الشريعة يجب أن يكون من خلال المواقف الجادة الداعمة لحرية الفكر والعقيدة والتعبير عن الرأي". وتابع "الإسلاميون مشغولون بالتظاهر في الميادين للاستحواذ علي الجمعية التأسيسية وإعداد دستور يمكنهم من الهيمنة علي مفاصل الدولة، بينما يغضون الطرف عن قضايا مهمة تشغل المسلمين كدعم مسلمي ميانمار والأقليات المضطهدة في دول العالم". وقال الدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومي، "إن من يتصدرون المشهد ويحشدون لما أسموه جمعة تطبيق الشريعة اليوم، هم أصحاب تاريخ حافل بحوادث إرهابية سالت فيها دماء مصريين وسياح أجانب، وفي فترة من الفترات أحلوا سرقة محال ذهب الأقباط، وتحطيم ممتلكات الغير، فهل هذا ما يريدون تطبيقه؟". "مصر القومي": مليونية اليوم يقودها إرهابيون لا يعرفون شيئا عن الشريعة وتساءل السادات "عن أي شريعة يتحدث هؤلاء؟ ولماذا لم يخرج علينا واحد منهم ليقول ننادي بتطبيق الشريعة علي النحو الذي ينص علي كذا وكذا، بل يتم استخدام الكلمة للمزايدة وكأنهم هم المسلمون فقط"، مشيرا إلي أنهم لم يتحدثوا عن كلمة واحدة تخص العلم أو التنمية البشرية أو النمو الاقتصادي أو حل مشكلة المرور أو البطالة أو التضخم". وقال أحمد دراج وكيل مؤسسي حزب الدستور، إن المليونية "ستزيد حدة الاستقطاب بين التيار المدني ونظيرة الإسلامي"، مؤكدًا "أنه لا يمكن الخروج بدستور قوي ومعبر عن مصر ما بعد الثورة في ظل هذه الأوضاع المتوترة". وتابع "ما يقوم به الجماعات والقوي الإسلامية لا علاقة له بالإسلام، فهم يريدون فقط الانفراد بإعداد الدستور لتطبيق مفهومهم الضيق عن الإسلام"، مؤكدًا أنه "يجب الدعوة لحل المشاكل الاجتماعية للمواطنين قبل فرض الأحكام". وأضاف "جميعنا مع تطبيق الشريعة، ولكن لا نقبل أن يفرض علينا فصيل معين منظوره الضيق عن الإسلام"، داعيًا إلي "تطبيق مقاصد الشريعة والرؤية الوسطية للإسلام".