تستمر العمليات العسكرية الواسعة في ريف دمشق، حيث واصل الطيران الحربي السوري اليوم الجمعة، قصف المدن والقرى، فيما أوقع قصف مدفعي لبلدة في محافظة دير الزور في شرق البلاد 12 قتيلا صباحا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد في بيانات متلاحقة عن "اشتباكات عنيفة" بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في منطقة البساتين الواقعة بين بلدة داريا في ريف دمشق وحي كفرسوسة في غرب العاصمة، مشيرا إلى تعرض المنطقة "لقصف من صواريخ الطائرات الحوامة". وذكر أن "القوات النظامية تنتشر في محيط البساتين تمهيدا لاقتحامها". وكانت هذه المنطقة شهدت اشتباكات عنيفة أمس الخميس. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، في بيان لها، أن القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية يطال أيضا نهر عيشة وحي الحجر الأسود في جنوبدمشق. كما نفذت طائرات حربية غارات جوية صباحا على مناطق عدة في الريف، بينها مدينة دوما وبلدة عربين، بحسب المرصد. وفي شريط فيديو نشره ناشطون على موقع "يوتيوب" الإلكتروني ويحمل تاريخ الجمعة، يمكن مشاهدة طائرة حربية تلقي أربعة أجسام بيضاء فوق مدن الغوطة، بحسب ما يقول المصور، ثم تحدث انفجارات ضخمة ويتصاعد دخان أبيض كثيف. ويعلق المصور "تريد أن تموت أو تعيش في سوريا؟ أبشر يا بشار ستموت في سوريا". وكان الرئيس السوري بشار الأسد رفض في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الروسية مغادرة سوريا، وقال "أنا سوري، أنا من صُنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا". ودعا الناشطون المعارضون للنظام إلى التظاهر اليوم الجمعة في سوريا ضد النظام تحت شعار "أوان الزحف إلى دمشق". وشهدت العاصمة والمناطق المحيطة بها تصعيدا في العمليات العسكرية على الأرض خلال الأيام الماضية. في محافظة دير الزور (شرق)، قُتل ما لا يقل عن اثني عشر مواطنا في قصف مدفعي على مدينة القورية، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى تعرض مدينة البوكمال في المحافظة نفسها على الحدود مع العراق لقصف من القوات النظامية بالطائرات الحربية. كما أفاد عن اشتباكات في محيط كتيبة المدفعية قرب مدينة الميادين. وقتل في سوريا أمس الخميس 142 شخصا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من البلاد، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وقد أحصى المرصد سقوط أكثر من 37 ألف قتيل في النزاع المستمر منذ حوالى عشرين شهرا في سوريا.