في عام 1959 وخلال عمليات حفر وتنقيب جرت من أجل بناء مدرسة جديدة بمدينة ساوثويل بنوتنجهامشير، تم اكتشاف هيكل عظمي غريب الشكل، يعود إلى الفترة بين عامي 500 و700 بعد الميلاد، مثبت بمسامير معدنية في منطقة الكتفين ومساحة القلب والكاحلين. في ذلك التاريخ أقر عالم الآثار تشارلز دانييلز بأن الهيكل له شكل خارج عن المألوف، وربط بينه وبين مصاصين الدماء، إلا أنه لم يجر أية تحقيقات أخرى عن ذلك. الآن وبعد مرور أكثر من خمسين عامًا على هذا الكشف، فإن تفاصيل جديدة كشفت عن هذا الهيكل حيث قال عالم الآثار من ساوثويل ماثيو بيريسفورد، إن دانييلز فحص سنة العين وربط بين الهيكل العظمي وتكوين مصاص الدماء. بينما فحص بيريسفورد الهيكل العظمي في سياق أوسع، بما في ذلك الحفريات التي وقعت في العقود الماضية بالقرب من المقبرة التي ظلت ضالة حتى اكتشافها، حيث اكتشف ما يقرب من 225 هيكلا عظميًا في المنطقة منذ عام 1971، حيث قال أنه يمكن فقط تأمل إذا ما كانت هناك هياكل عظمية أخرى قد جرت عليها نفس الممارسات. وكان عدد قليل جدًا من المقابر المجهولة قد اكتشفت في بريطانيا، خاصة التي احتوت على هياكل عظمية لجثث اعتقد الناس وقتها أنها خطيرة على المجتمع، وتم دفنهم بطريقة تمنع من عودتهم للحياة ومهاجمة الأحياء كجثث مصاصي الدماء. وقد أوضح العالم ماثيو بيريسفورد أنه طوال الفترة الأنجلوسكسونية كانت هناك وسيلة عقاب عن طريق الدفن في أرض مشبعة بالماء، حيث يكون اتجاه الجسد إلى الأسفل والرأس مقطوعة، وغيرها، وكانت تلك الوسائل خاصة بالزناة واللصوص والحانثين بالقسم والخائنين، وأضاف: "أي من هؤلاء هو صاحب الهيكل العظمي، هذا ما لن نعرفه أبدًا". كما أوضح، نسبة إلى تشارلز دانييلز، أن بقية الهيكل العظمي لا تزال مدفونة في نفس المكان، حيث اعترف دانييلز أنه لم يتمكن من استرداد كامل الهيكل العظمي. وبيّن أن عمليات الدفن في بريطانيا والتي احتوت على ممارسات متخوفة من عودة الميت إلى الحياة مرة أخرى موجودة منذ عام 1820 وما بعدها تقريبًا، وفقًا لقصص تناقلتها بعض الصحف في ذلك الوقت عن مجرم اسمه هنري ستاندلي الذي اتهم بقتل إحدى العاهرات، وجدوه منتحرًا في زنزانته بحبل، فتم دفنه في تقاطع طرق. ووفقًا لرواية بيريسفورد قال: "الدفن في تقاطع طرق هو أمر شائع جدًا مع الجثث التي يشتبه في أنها لمصاصي دماء، خاصة أن المنتحرين عندهم فرصة أكبر للتحول إلى مصاصي دماء، كما هو شائع في القصص الفلكلورية". وحاليًا فإن الهيكل العظمي الذي اكتشفه تشارلز دانييلز عام 1959 ويشتبه في كونه لمصاص دماء معروض في متحف الآثار التابع لجامعة نوتنجهام.
